وباء الخنازير
كثير من البشر سيظلون في غيهم يعمهون مع ما يأتيهم من الآيات والنذر التي تحذرهم من الاستمرار في هذا الغيّ، ولو كانت لديهم أعين يبصرون بها، أو آذان يسمعون بها، أو عقول يفقهون بها، لكفوا عن ذلك، إلا أنهم عطلوا هذه الحواس والمدارك، فلم يسمعوا قول الله تعالى: {وَيُحَرمَ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ}، ولم يستشعروا أنه سبحانه قد فصل لهم ما حرم عليهم من الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله، ليحقق لهم صلاح الأبدان والأديان، فهو سبحانه ما حرم عليهم ذلك إلا لمصلحتهم؛ لما يعلمه من الضرر اللاحق بهم جراء هذه المحرمات، لأنه سبحانه يعلم ما خلق، وما يُصْلِح خلقه، لذلك يشرع لهم ما ينفع ويمنعهم مما يضر.
كان عليهم أن يرعوا أسماعهم لما أمر الله تعالى به ليتبع، وما نهى عنه ليجتنب، فإن أمره ونهيه سبحانه هو مصلحة محضة للبشر؛ لأنه سبحانه أرحم بهم من أنفسهم، فلا يشكّون في خيرية ما يحل لهم، وشر ما يحرمه عليهم، فلما أبوا هذا التفويض للعليم الخبير أظهر لهم من دلائل علمه وقدرته ما يبين لهم جهلهم وغيهم، كما في هذه الأنفلونزا التي ذعرت العالم، وهي وإن كانت للعاصين المتعدين حدوده، إلا أن البلاء إذا حل عم، ثم يبعثهم الله تعالى على نياتهم.
ألم يقرأ أكلة الخنازير ومربوها أن التوراة تقول: «إن الخنزير من الحيوانات التي لا تجتر طعامها، إنه غير طاهر، ويمنع بتاتاً أكل لحمها أو حتى لمسه إذا كان ميتاً إنه قذارة للإنسان». هكذا يقول العهد القديم الذي يتعبد به اليهود والنصارى، فما بالهم يؤمنون ببعض ما في كتبهم ويكفرون ببعض؟ أليس الأولى بهم ولهم أن يتجنبوا المضار إن لم يتبعوا الدين، فهذه المضار التي قذف بها حمم هذا الحيوان الرجس النجس، الذي خلقه الله تعالى لتنظيف البيئة من القاذورات والهوام المؤذية كالفئران ونحوها من الحشرات، لا ليكون غذاء لابن آدم الكريم في بنيته وهيئته.
إن التمادي في معصية الله تعالى يولد مثل هذا الوباء الذي ينتشر في الدول والأفراد انتشار النار في الهشيم، ولو قرأ أحد ما كتبه الأطباء عما يحمله الخنزير من الأدواء لأمعن الهرب منه حذرا من ضرره وخطره، إن لم تكن هناك ديانة تمنعه، فقد ذكروا أنه يولد الاضطرابات في الجهاز الهضمي والإسهال الدائم، كما يولد الديدان المستديرة السامة، والديدان الخطافية، والدودة الرئوية، وأنواعاً أخرى من الديدان والدود والطفيليات الخطرة الكثيرة عن الحصر في هذا المقال، وذكرها الطبيب سليمان قوش في كتابه «حكمة وأسباب تحريم الخنزير في العلم والدين»، وغيره كثير.. فلماذا لا يستجيب العقلاء لنداء سلامة الأبدان إن لم يستجيبوا لنداءات الأديان.
الخنزير له وظيفة بيئية لا تخفى كما أشرنا إليها، فلماذا يوظّف للغذاء وهو الداء العضال؟! ولماذا وقد وضح للعيان ما فيه من أخطار، إن لم يبادروا إلى دفع الخطر عن أنفسهم والعالم من حولهم بإبادة هذه الخنازير إبادة جماعية؟ أليست الوقاية خيراً من العلاج؟ أوليس درهم حماية خيراً من قنطار علاج؟ أم أنهم ينتظرون المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام حتى «ينزل حكما عدلا يكسر الصليب ويقتل الخنزير ويفيض المال حتى لا يقبله أحد» كما بشربه المصطفى صلى الله عليه وسلم؟ والله المستعان.
كان عليهم أن يرعوا أسماعهم لما أمر الله تعالى به ليتبع، وما نهى عنه ليجتنب، فإن أمره ونهيه سبحانه هو مصلحة محضة للبشر؛ لأنه سبحانه أرحم بهم من أنفسهم، فلا يشكّون في خيرية ما يحل لهم، وشر ما يحرمه عليهم، فلما أبوا هذا التفويض للعليم الخبير أظهر لهم من دلائل علمه وقدرته ما يبين لهم جهلهم وغيهم، كما في هذه الأنفلونزا التي ذعرت العالم، وهي وإن كانت للعاصين المتعدين حدوده، إلا أن البلاء إذا حل عم، ثم يبعثهم الله تعالى على نياتهم.
ألم يقرأ أكلة الخنازير ومربوها أن التوراة تقول: «إن الخنزير من الحيوانات التي لا تجتر طعامها، إنه غير طاهر، ويمنع بتاتاً أكل لحمها أو حتى لمسه إذا كان ميتاً إنه قذارة للإنسان». هكذا يقول العهد القديم الذي يتعبد به اليهود والنصارى، فما بالهم يؤمنون ببعض ما في كتبهم ويكفرون ببعض؟ أليس الأولى بهم ولهم أن يتجنبوا المضار إن لم يتبعوا الدين، فهذه المضار التي قذف بها حمم هذا الحيوان الرجس النجس، الذي خلقه الله تعالى لتنظيف البيئة من القاذورات والهوام المؤذية كالفئران ونحوها من الحشرات، لا ليكون غذاء لابن آدم الكريم في بنيته وهيئته.
إن التمادي في معصية الله تعالى يولد مثل هذا الوباء الذي ينتشر في الدول والأفراد انتشار النار في الهشيم، ولو قرأ أحد ما كتبه الأطباء عما يحمله الخنزير من الأدواء لأمعن الهرب منه حذرا من ضرره وخطره، إن لم تكن هناك ديانة تمنعه، فقد ذكروا أنه يولد الاضطرابات في الجهاز الهضمي والإسهال الدائم، كما يولد الديدان المستديرة السامة، والديدان الخطافية، والدودة الرئوية، وأنواعاً أخرى من الديدان والدود والطفيليات الخطرة الكثيرة عن الحصر في هذا المقال، وذكرها الطبيب سليمان قوش في كتابه «حكمة وأسباب تحريم الخنزير في العلم والدين»، وغيره كثير.. فلماذا لا يستجيب العقلاء لنداء سلامة الأبدان إن لم يستجيبوا لنداءات الأديان.
الخنزير له وظيفة بيئية لا تخفى كما أشرنا إليها، فلماذا يوظّف للغذاء وهو الداء العضال؟! ولماذا وقد وضح للعيان ما فيه من أخطار، إن لم يبادروا إلى دفع الخطر عن أنفسهم والعالم من حولهم بإبادة هذه الخنازير إبادة جماعية؟ أليست الوقاية خيراً من العلاج؟ أوليس درهم حماية خيراً من قنطار علاج؟ أم أنهم ينتظرون المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام حتى «ينزل حكما عدلا يكسر الصليب ويقتل الخنزير ويفيض المال حتى لا يقبله أحد» كما بشربه المصطفى صلى الله عليه وسلم؟ والله المستعان.