«انتحار البوكيمون»
من ألطف وأجمل الأخبار التي قرأتها على الإطلاق في هذا العام، كان خبر الغاء حفل وائل كفوري ويارا، الذي عزت اللجنة المنظمة للحفل سببه إلى انتحار الرئيس السابق لكوريا الجنوبية وحدادها عليه لمدة 40 يوماً، وأنا شخصياً لا أحب «خيي» وائل كفوري، فنياً بالطبع، خصوصاً بعد أن التحق «برفئاتو» «ع الجيش»، ذلك الجيش الذي حير المراقبين السياسيين حول العالم، فعندما تكون الحرب خارجية فإنه يسلم زمامها للأحزاب، وعندما تكون الحرب داخلية فإنه يقف على الحياد، قمة الراحة والرفاهية، ولهذا استحق جنرال «بوزن» ميشال عون أن يكون على قمته لفترة غير بسيطة ربما ستعود ذات يوم.
المهم في هذا الموضوع محلياً، هو الموقف الذي سينتظره المراقبون ومسؤولو الأنشطة وضباط العلاقات العامة والإعلاميون من دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي، فإذا تُركت الحادثة «المهزلة» على ما تُركت عليه، بالرغم من أنها أعفتنا من سماع ما لا نود سماعه، فسيفتح الباب على مصراعيه لكثير من الحوادث المشابهة، مما سيفقد الرعاة والدوائر الحكومية التي تصرف الكثير من الجهد والوقت في تنظيم فعاليات معينة، الثقة بالجهات السياحية المنظمة أو شركات تنظيم المعارض لأن الأخيرة قد تتحجج بأي شيء.
فإذا عرفنا أن الرفيق «روه ـ مووه ـ هيون» كان رئيساً سابقاً في بلد مر عليه في الـ50 عاماً الماضية 17 رئيساً، وأنه رئيس سابق، وأنه قد انتحر، بل وألقى نفسه من على جبل، والسبب كان فضيحة تلقي رشاوى، وأن كوريا الجنوبية جمهورية وليست مملكة، فبعد خروج الرئيس من بيته لا تكون له أي صلة بعالم السياسة وبروتوكولاته، وقبل هذا وذاك فقد انتحر في يوم اجازة رسمية، فما وجه الشبه؟ خصوصاً أن الحفل كان مقاماً في فندق «غراند حياة» وليس في شيراتون سيؤول!
ربما تقوم الشركات المنظمة للبطولات الرياضية غداً بإلغاء أنشطة بحجة انتحار ابنة مايك تايسون، وتلغي شركات المعارض الطبية أنشطتها لوفاة النعجة دوللي، وقد يتطور الأمر فتكتفي الشركات بالإلغاء لمجرد مرور ذكرى على وفاة أحدهم، وتبدأ منح «كريديت نوتس» لأصحاب التذاكر والحجوزات، المدفوعة سلفاً بالطبع، لإجبارهم على حضور فعاليات وأنشطة أخرى قد تقيمها مستقبلاً، فكيف كانت الحال لو أن الحفل كان مؤتمراً دولياً أو منتدى إقليمياً؟ وأي إحراج كان سيقع على كاهل المؤسسات المحلية المستضيفة؟ وأؤكد هنا أنني ضربت الحفل المذكور مثالاً فقط، لكي لا يوضع الأمر في غير سياقه.
***
كم تكون المقارنة صعبة ومبكية، عندما نتذكر الأجواء والأوضاع السياسية التي كنا فيها أثناء اقامة حفل «شاكيرا» الذي تم بيع تذاكره بالكامل؟
ما لجرح بميت إيلام.