الاحتراف «نقمة»
أصبح نظام الاحتراف نقمة على رياضة الإمارات، وأعتقد أن المسؤولين في اتحاد الكرة استعجلوا في تطبيقه خوفاً من ضياع المقاعد الأربعة المخصصة لأندية الإمارات للمشاركة في بطولة الأندية الآسيوية للمحترفين في نسختها الأولى.
لم تتم الدراسة الكافية والوافية للسلبيات المترتبة من خلال تطبيق المنظومة الاحترافية، لم نتواصل مع الدول الخليجية الأخرى التي طبقت الاحتراف أو نبحث معها إيجابياته وسلبياته قبل تطبيقه، فليس عيباً أن نستفيد من تجارب الدول المجاورة لأننا نريد الفائدة للمنتخب الأول والأندية، لاسيما تلك التي ستمثلنا خارجياً، وأكبر دليل على استعجالنا في تطبيق الاحتراف نتائج المنتخب والأندية المخيبة للطموحات ومنها الانسحاب من البطولة الآسيوية والسبب رغبتنا في المشاركة بأكبر عدد من الفرق من دون دراسة، ناهيك عن الخلافات بين اتحاد الكرة ورابطة المحترفين التي يجب أن توضع لها آلية معينة.
المستفيد من الاحتراف هو اللاعب! من خلال العقود وجني الأموال فقط، لأن مفهوم الاحتراف عند اللاعبين «كم قيمة العقد؟.. كم الراتب؟.. والمكافآت» فقط، ولكن هل يطبق اللاعب المعنى الحقيقي للاحتراف من خلال التدريبات والأداء الاحترافي في المباريات والحياة الاحترافية خارج الملعب؟
للأسف فقط يتحدثون عن العقود والراتب، فعندما سألوا اللاعب الدولي الأرجنتيني ميسي عن عقده مع فريقه برشلونة الإسباني قال «لا أريد أن أتحدث عن قيمة العقد بل ينصب جم تفكيري على كيفية تحقيق البطولات لفريقي برشلونة، والاستمتاع باللعب مع زملائي»، هذا هو الاحتراف الحقيقي.
أما المستفيد الثاني فهم وكلاء ومديرو أعمال اللاعبين المواطنين! الذين انتشروا وظهروا على الساحة الرياضية، لقد أصبح الاحتراف صداعاً في رؤوس رؤساء الأندية وأعضائها، وأصبح اللاعبون يتحدثون فقط بلغة العقود والأموال ووأيضاً الناشئون الذين لم يبرزوا بشكل لافت للنظر باتوا يتحدثون عن العقود.
اللاعب الدولي السعودي نايف الهزازي يتقاضى راتباً شهرياً قدره 7000 ريال سعودي مع ناديه اتحاد جدة، ويعتبر من أبرز نجوم فريقه والمنتخب، أما في أنديتنا فهناك بعض اللاعبين في فرق الناشئين تصل رواتبهم إلى 7000وأكثر!
أموال طائلة تصرف على اللاعبين، راتب من جهة العمل، وآخر من خزينة النادي، في وقت تضع دولة قطر سقفاً للرواتب بحيث لا يتجاوز الراتب 25 ألف ريال قطري للمتميزين من اللاعبين أما النظام المتبع هنا فيرهق ميزانية الأندية، لذا فإن كرة الإمارات غير مستفيدة من نظام الاحتراف!
أخيراً.. أغلب الأندية في العالم تشكو من الأزمة المالية ومنها التي عرضت للبيع، ونحن هنا لا ندرك مدى خطورة الأزمة المالية وكأننا منعزلون عن العالم الرياضي والأزمة المالية.. «حرام هدر الأموال في موضوع الاحتراف من غير ضوابط ودراسة، يجب على المسؤولين في الحكومة التدخل السريع بشأن الأموال التي تصرف على نظام الاحتراف.