يوم التقبيل العالمي
احتفل العالم يوم السادس من يوليو الماضي بمناسبة اليوم العالمي للقبلات، وهي احتفالية تقام سنوياً، تعود ذكراها إلى العصور الوسطى، حيث كان التقبيل في السابق يُعد دلالة على الالتزام بالمسؤولية بين الرجل والمرأة في ارتباطهما ببعض وإشارة خضوع واعتزاز بهذا الحب.
من العادات المألوفة لدينا نحن العرب، عادة تقبيل الرجال لبعضهم البعض في الأعياد والمناسبات، أو حتى من دون مناسبة، وهذه العادة كانت شائعة في بعض المناطق من دول جنوب أوروبا، لكنها اختفت تقريباً من جميع أنحاء العالم الغربي. ففي بعض دول شرق آسيا يكتفي الشخص بانحناءة خفيفة لتحية شخص آخر، وفي الهند يرفع الشخص يديه إلى صدره ويضمهما معاً احتراماً للشخص الآخر، ويتشابه الإماراتيون وبعض الخليجيين مع سكان نيوزيلندا الأصليين وسكان الأسكيمو في عادة المواجهة بالأنوف، أو «الموايهة بالخشوم» كما نسميها في الإمارات، أما تحية سكان أستراليا الأصليين فتكون عبر إخراج اللسان وكلما كان الصديق عزيزاً كلما حاول المحيي إخراج لسانه أكثر، فيما يفضل أغلب الغربيين رفع القبعة أو ملامستها دلالة على التحية. أما أغرب نوع للتحية صادفتها، فكانت بصحبة صديقة ألمانية في أحد المطاعم التقليدية في مدينة ميونخ، حيث يقوم العاملون بتكسير محتويات المطعم من أكواب وزجاج وتمزيق أوراق الصحف والصراخ في وجوه الزبائن بمجرد دخولهم، ثم يقوم مدير المطعم بلباسه التقليدي وجسمه السمين وكرشه الكبير بمعانقة وتقبيل النساء بحرارة، فاعتقدتُ أنه سيحييني بالتحية نفسها التي حيا بها صديقتي، لكنه اكتفى لي فقط بكلمة «هالوا»!
ذكرت دراسة طبية منذ فترة تحذيراً للرجال من مخاطر تقبيل بعضهم بعضاً، فهي مسببة للأمراض الفيروسية والبكتيرية التي تنتقل عن طريق الرذاذ والتلامس والتنفس ومنها الأنفلونزا والحصبة والالتهاب البكتيري والفيروسي، واحتمالية انتقال جرثومة الكبد الوبائي، حيث تشير الدراسة الى أن تلامس خدود الرجال أثناء التقبيل يؤدي الى إصابتهم بالفيروسات الكبدية، لأن حلاقة الذقن تسبب خدوشاً وجروحاً تؤدي إلى انتقال الفيروس عبر الدم. وأضافت الدراسة أن القبلات الحارة قد تسبب ضعفاً في الذاكرة والحساسية وانهيار الجهاز المناعي وحمى الغدد اللمفاوية. ولم تذكر الدراسة شيئاً عن مخاطر تقبيل الرجال للنساء أو العكس أو مخاطر تقبيل النساء لبعضهن، فأغلب النساء بالكاد تتلامس خدودهن كي لا يفسد الماكياج.
مع مرور السنين فقد يوم التقبيل العالمي أهميته بالتدريج، وقد يكون الحل في اعتماد «الموايهة بالخشوم» بدلاً من قبلة الفم! وصحيح أن عادة «الموايهة بالخشوم» موجودة في معظم دول الخليج، إلا أنها تختلف في الإمارات على اعتبار أنها سلام رسمي بين أفراد المجتمع الإماراتي، وهي تحية تتمتع بالخصوصية الإماراتية أي أنه طقس إماراتي، حتى أن الصغار يسبقون الكبار في أداء التحية، وكذلك بعض النسوة الإماراتيات يبادرن بأداء التحية لبعضهن البعض. الأمر الذي يؤكد تأصّل العادات الجميلة في المجتمع الإماراتي.
salemhumaid.blogspot.com