العين الطائرة

قيس الزبيدي

حصل الألماني ميشائيل بال هاوس على شهرته العالمية، نتيجة لأعماله المبدعة، مصوراً، التي بلغت 100 فيلم، عمل مع مخرجين كبار مثل بيتر ليلينتال ومارغريت فون تروتا وفولكر شليندورف ومايك نيكولس وولفغانغ بيترسون وفرانسيس فورد كوبولا. وصور 17 فيلماً مع راينر فاسبندر وسبعة أفلام مع مارتين سكورسيزه! رُشح مرتين لجائزة الأوسكار ونال عدداً لا يحصى من الجوائز، آخرها جائزة السينما في ولاية بافاريا، واكبر جائزة نالها عن مجموع أفلامه، في العام ،2007 هي «جائزة الإنجاز العالمي» التي يمنحها اتحاد السينماتوغرافيين الأميركان.

بدأ عمل بال هاوس مع فاسبندر في أول فيلم له «ويتني ـ 1970» وتركه بعد تصوير فيلم «زواج ماريا براون ـ 1979». وعلى الرغم من فوضوية أسلوب فاسبندر غير المألوف في الإخراج، إلا أنه استطاع أن يكتسب حرفيته العالية. ومنذُ فيلم «مارتا» سمي «الدوّار ـ بال هاوس» لابتكاره لقطة من (360 درجة) في حركة كاميرا مستمرة، لقطة ستفتح له أبواب هوليوود!

حينما سُئل عن الفرق بين تسمية «رجل الكاميرا» المتداولة في ألمانيا وبين تسمية «مدير التصوير» المتداولة في أميركا أجاب «ليس المهم اسم المخرج العظيم الذي أعمل معه، المهم أن أنجح في مساعدته على صنع فيلم جيد». وأضاف «يتطلب عملي، مصوراً، أن أكون أول وآخر من يوجد في موقع التصوير، فأنا أشرف على ماكياج الممثلين وعليّ أن أجد حلاً لكل المشكلات التقنية، أثناء ما يرتاح المخرج في مقصورته». وحول تصوير فيلم «الراحل» في العام 2006 يُعقب «إن إدراك المخرج سكورسيزه لتكوينات الصور مُميّز، وعملي معه كان رائعاً باستمرار» على العكس من روبرت ريدفورد، الذي لم يكن يشغل نفسه كثيراً بتكوينات الصور، ويتذكر معاناته المشتركة مع كوبولا في فيلم «دراكولا» أثناء هوّس مراحل تنفيذه الجنونية.

وعن الممثلين في هوليوود يقول «يتدخل روبرت دي نيرو، دائماً، في عمل مدير المصور، وحينما كنت أتجاهل ملاحظاته بهدوء، لم يكن يغضب وينسحب من موقع التصوير، كما يفعل مع غيري! ومع جاك نيكلسون في فيلم (الراحل) حافظت، أيضاً، على هدوئي المعهود». كان سكورسيزه يجلّ نيكلسون ويستقبلّه بحفاوة سائلاً إياه «ماذا تريد اليوم أن تفعل يا جاك»، ولم يكن جاك يُخيّب أمله، بل كان يبدأ في تعديل نص السيناريو! أما جون تروفولتا فيختلف تماماً، لأنه لم يكن يستطيع حفظ ثلاثة جمل، والحل: كان أن يكتب حواره على لوحة، توضع أمامه ليقوم بتلاوتها!

في العام 2003 صدر كتاب بال هاوس «العين الطائرة» على شكل مقابلة طويلة مُفصلّة عن تجاربه ومفهومه الجمالي، وقد أدار الحوار معه توم تكوير: مخرج فيلم «اركضي لولا اركضي».

أثناء مشاركته محاضراً في ورشة الشباب في مهرجان البرليناله ،2007 أعلن بالهاوس توقفه عن العمل في هوليوود وعبّر عن رغبته في العودة إلى ألمانيا نهائياً، ومن وقتها وهو ينقل خبرته إلى المصورين الشباب، ويؤسس ما سمي «مشروع ـ بالهاوس» للحفاظ على البيئة عن طريق إنتاج أفلام يصورّها مع طلبته. وحينما سُئل: لماذا؟ أجاب «عندي أربعة أحفاد».

 

alzubaidi0@gmail.com

تويتر