«نداء للقيام بمبادرة»

عبدالله الشويخ

أرسل إلي أحد الزملاء الغربيين المقيمين في الدولة عبر البريد الإلكتروني ملف فيديو أرسل إليه مدته نحو ثماني دقائق تحت عنوان «نداء للقيام بمبادرة this is a call to action» الملف الذي يبدو على أنه منتج من قبل بعض المنظمات التي تصنف بالتبعية لتيارات ما يعرف بالـ«محافظين الجدد» والذي اعتقد الزميل أنه سيغضبني أو يدفعني للكتابة شجباً لهذه الأفكار، أسعدني كما لم يسعدني أي ملف تلقيته منذ ملف لعبة «منتظر الزيدي» الشهيرة.

يبدأ الملف الموجه إلى المثقفين من الغربيين بتحذير من التغير السكاني الذي يطرأ على العالم ويذكر حقيقة علمية تفيد بأن أي ثقافة أو هوية تريد أن تستمر يجب أن تقوم بعمل (صيانة) لنفسها كل خمسة وعشرين عاماً عن طريق تحقيق معدل إكثار لا يقل عن 2.11 لكل أسرة لكي لا (ينقرض) ذلك المجتمع أو يشيخ ومن دراسات تاريخية على حضارات عدة تبين أنه إذا كان معدل إنتاج الأسرة 1.9 فستنقرض الحضارة وإذا كان 1.3 فلا أمل لها في البقاء وأقصى مدة لتصحيح هذه العلة هي 100 عام، حيث لا يوجد نظام اقتصادي، بحسب الدراسة، تستطيع أن تصمد كل هذه المدة، فإذا أنتج الأبوين طفلاً واحدا وتزاوج هذا الأخير مع امرأة من حالته نفسها، فإن أربعة أشخاص سيكونون قد أنتجوا شخصاً واحداً بعد جيلين ما يهدد استمرار تلكم الحضارة، وقد كان المعدل في فرنسا يبلغ 1.8 في عام 2007 وفي بريطانيا 1.6 وفي اليونان 1.3 وفي المانيا 1.3 وفي إيطاليا 1.2 وفي إسبانيا 1.1 وبمعدل 1.38 لجميع أنحاء أوروبا ما يهدد القارة بالانقراض.

ثم يبدأ التنويه بأن عدد السكان لم ينقص بسبب الهجرة الإسلامية، كما يصفها، حيث إنها شكلت أكثر من90٪ من أعداد المهاجرين منذ عام ،1990 ثم يعرج على أن معدل الإخصاب للعائلة المهاجرة إلى فرنسا من المغرب العربي يبلغ 8.1 إلى 1.8 للعائلة الفرنسية خصوصا في الجنوب حيث تكثر الكنائس الأوروبية التاريخية، حيث وصل تعدادهم بين الأطفال أقل من 20 عاماً إلى 45٪، وفي الدراسة أنه في عام 2027 سيشكلون خمس المجتمع الفرنسي وكذلك الحال بالنسبة للمملكة المتحدة وهولندا حيث نصف المواليد هم من أصول عربية/إسلامية ثم يذكر معلومة غريبة وهي أن الأقلية الإسلامية في روسيا يبلغ تعدادها 23 مليون مسلم يشكلون 40٪ من القوات المسلحة الروسية، ولا أدري لماذا توجه البحث للناحية العسكرية في روسيا تحديداً؟ وذكر أن 50٪ من البلجيك سيصبحون مسلمين بحلول 2050 وأن أول من تنبه لهذا (الخطر) هي الحكومة الألمانية التي ذكرت أنهم وصلوا إلى نقطة اللاعودة وربما تصبح دولة ضمن المؤتمر الإسلامي بعد خمسين عاماً، ويذكر بمقولة القذافي بأن النصر قد يتحقق من دون بنادق وأننا لسنا بحاجة لإرهابيين لنشر ديننا.

وأخيراَ يعرج على من سماهم «الجيران»، حيث 1.2 من أصل 1.6 مهاجر لكندا هم من أصول إسلامية وفي أميركا، حيث تحول 100 ألف مسلم في السبعين إلى تسعة ملايين، يرتفع صوت الموسيقى التركية ويذكر المحاضر أنه لو استمر الأمر على ما هو عليه فسيكون الإسلام هو الدين الحاكم، بتعبيره، بعد أعوام عدة، ومع بعض التأثيرات الصوتية والصدى يختم بعبارة «هذا النداء للقيام بمبادرة».

 

shwaikh@eim.ae

تويتر