نكهة السينما أم نكهة النقد؟

قيس الزبيدي

الناقد حسن حداد «كاتب متخصص في النقد السينمائي» له كتابان عن المخرجين المصريين عاطف الطيب ومحمد خان. و«تعال إلى حيث النكهة-2009». كتابه الجديد، أصدرته وزارة الثقافة والإعلام في البحرين ضمن سلسة «كتاب البحرين الثقافية».

قبل أن نتطرق إلى مشكلة الكتاب، نود أن نضع أمام القارئ محتوياته، التي تتألف من فصول خمسة، الأول منها تقديم لأفلام ثلاثة عن تداعيات الحرب: فيلم «مايكل كليتون» و«في وادي إيلاه» و«حرب تشارلي ويلسون» التي يجدها الناقد أفضل ما يمثل السينما الأميركية، إضافة إلى ورقتين نقديتين ألقيتا في ندوتين سينمائيتين، موضوع الأولى «السينما تحلم» والثانية «السينما والصحافة» إلى جانب مقالة في صفحتين عن السينما الهندية!

الفصل الثاني: مقالات قصيرة عن مخرجين متباينين في أسلوبهم الفني، أغلبُهم عرب، كشادي عبدالسلام (بمناسبة الاحتفال بيوبيله الذهبي) ويوسف شاهين (بمناسبة رحيله) توفيق صالح (بمناسبة صدور ملف عنه في جريدة) وأسماء البكري، التي يعتبرها المؤلف مخرجة، يستعصي فنها على المتفرج العربي البليد، وناصر خمير (بمناسبة عرض فيلمه «بابا عزيز») ويقترح الناقد تسمية مصطفى العقاد، بعد رحيله بسنوات، أمير الأحلام، إضافة إلى سينمائيين آخرين، لا تجمعهم سوى حرفة السينما كتاركوفسكي، في حديث فلسفي له مترجم، وعثمان سامبين في كتاب أصدره المجمع الثقافي في أبوظبي وبونتيكورفو مخرج فيلم «معركة الجزائر»(بمناسبة رحيله)، كذلك يشير الناقد باقتضاب، إلى بعض الممثلين مثل مارلون براندو وميريل ستريب ومحمود مرسي وأحمد زكي!

الفصل الثالث: مجموعة مقالات قصيرة عن أفلام عدة ذات أساليب متباينة، ومن جنسيات مختلفة، من بينها 13 فيلما مصريا و13 فيلما أميركيا!

الفصل الرابع: مجرد تقارير قصيرة حول بعض المهرجانات التي شارك فيها الناقد.

الفصل الخامس: قراءات سريعة في سبعة كتب منها «لغة الصورة» لروي ارمز و«النحت في الزمن» لتاركوفسكي و«النقد السينمائي» لتيموثي كوريجان.

وأخيراً يكتب الناقد في صفحات قليلة «رؤاه وحكاياته الشخصية: عن أول محاولة له في كتابة سيناريو، وعن ذهابه صبياً للسينما، وعن اهتمامه باقتناء كتب عن السينما وغفلته في تأسيس مكتبة فيديو سينمائية خاصة، وعن أول ذهاب له إلى السينما بصحبة عائلته، لكن ما هو طريف، نقرأه في الصفحات الأخيرة حول متعته الخاصة بمشاهدة الإعلانات، التي تعرض قبل الفيلم الرئيس: «مشاهدة فترة الإعلانات، هي جزء من طقوس مشاهدتي الخاصة»!

كل المقالات، التي نقرأها، سبق وان نُشرت في الصحافة البحرينية، من هنا تضعنا إعادة نشرها في كتاب أمام مشكلة تواجهنا في أغلب الكتب التي يصدرها النقاد العرب، التي هي في الأغلب تجميع غير موفق لمقالات، على شكل نقد صحافي يومي، عن أفلام أو مخرجين أو مهرجانات أو قراءات في كتب، لا أكثر.

لا بأس! إن كان هناك ما يستحق إعادة النشر، فيجب أن يخضع لاختيار صارم، يراعي فيه مؤلفه ترتيب مقالاته أو دراساته، وفقا لوحدة موضوع مميز أو تيار فني أو ظاهرة سينمائية، وألا يكون دافعه مجرد الرغبة في أرشفتها في كتاب.

 

alzubaidi0@gmail.com

تويتر