5 دقائق
ظاهرة مستفزة ومشتتة للتركيز غزت الأنشطة الاجتماعية والفعاليات المجتمعية أخيراً بغض النظر عن طبيعتها ومكان إقامتها، وهي وجود كم كبير من دمى باربي، لإيصالك إلى القاعة وتوديعك عند مغادرتها مع إعطائك كيس (السوفينير) ومعظمها للاستقبال في مدخل قاعة الاحتفال يقتصر دورها على الابتسام لك، وكأن ابتسامتها سترفع من معنوياتك وبالطبع فإن العكس هو الصحيح، فلو كنت صاحب دين ومحافظ على التقاليد فستشمئز من الموقف وتغض بصرك لتصطدم بموزع كؤوس العصير، فتلوي إلى سيارتك على أمل أن تكون الكندورة (السبير) في مكانها، ولو كنت غير ذلك و(أوبين ماينديد) فستتحسر على ما لا تستطيع تملكه والتهامه.
أجور فتيات باربي بدورها خيالية فهي في بعض الفعاليات تتجاوز مبلغ الـ400 دولار في الساعة أي ما يقارب الـ1500 درهم في الساعة الواحدة، وهو بالطبع مبلغ لا يحلم أحد الإعلاميين بالحصول عليه ما لم يكن محاضراً في منتدى دافوس، ولم يحصل عليه آباؤنا ولا أجدادنا حتى قيادات جيش هارون الرشيد حيث الغنائم توزع بالمكيال. وأقلهن أجراً تستلم ما يقرب من الـ400 درهم في الساعة للابتسام، وضعف ذلك المبلغ (للتصوير).
اللطيف أن شركات (العلاقات العامة) و(تنظيم الفعاليات) التي تدفع هذه الأجور ستعتذر فوراً عن تعيين الجامعيات والمتعلمات وبنات الأسر المتعففة في أية وظيفة مكتبية (لضيق ذات اليد)، على الرغم من أن العارضات غالبيتهن من القادمات بتأشيرات زيارة أي أن الأمر قد ينطوي على مخالفة للقانون، حتى وإن وزعت الوكالات صورهن في كتيبات وعلى مواقع الوكالات على النت بشكل رسمي، حيث تكون المؤهلات المطلوبة هي ،47 ،17 28 فقط، وكأن الزبون سيشتري لوحاً من الرخام أو كيساً من الأسمدة العضوية، ومن نافلة القول ان جلهن لا يتقن العربية ولا الإنجليزية.
يصر أحد الزملاء أن العتب كله على التجار في المعارض الذين بدأوا العملية بقبولهم بوجود (المضيفات) أو الـ(هوسترز) على منصات البيع، ويصر أيضاً بأن من يقبل أن يتكسب من وجه جميل لامرأة فلا مانع لديه أخلاقياً على أن يتكسب من أي جزء آخر من جسدها إذا دعته الحاجة... وأن الأمرين سيان...
أثناء حوار (بريء) مع إحداهن ذكرت لي بأنها تعيش من عملها كعارضة في الأنشطة والفعاليات منذ ثلاث سنوات ونصف السنة، وأنها تقوم بتجديد زيارتها بشكل دوري كل فترة بالمغادرة إلى الجزيرة سيئة الصيت (كيش) لمدة معينة، وأن مدخولها الشهري يبلغ نحو 15 ألف درهم، وتسكن في أحد أرقى أحياء المدينة .. وكان الله في عون الشباب الذين يضربون أكباد الإبل في كل أسبوع من العاصمة إلى دبا وخورفكان لأجل المبلغ نفسه أو دونه.
***
في إحدى المناسبات (المحترمة) كان لزاماً على الزميل المنظم للفعالية أن يجبر المضيفات على ارتداء ما يشبه الزي الوطني المحتشم وإن لم يطابقه، وعندما أشار بعض الحضور إلى أن طبيعة الاحتفال لم تكن بها حاجة للاستعانة بفتيات باربي، أكد أنه ضد تلك الفكرة تماماً وأنه لم يقم بذلك أبداً وأصرّ على أننا لو دققنا النظر فسنرى جلياً أنه يستخدم فتيات (فله).