مترو دبي الحدث الأبرز

سامي الريامي

إنه الحدث الأبرز في مدينة دبي، لا يقلّ أهمية عن يوم دخول أول سفينة حاويات ميناء جبل علي، ولا يقل أهمية عن إقلاع أول طائرة تابعة لـ«طيران الإمارات»، إنه انطلاق مترو دبي الذي يعتبر الأول من نوعه الذي سيزحف على رمال الخليج العربي.

الأهمية لا تكمن في تنفيذ المشروع فقط، مع أن تنفيذه بهذه السرعة والدقة، ووسط هذه الظروف المالية والاقتصادية العالمية الصعبة، شيء يدعو إلى التفاخر والتباهي، إلا أن أهمية المترو في دبي تكمن في تكريس مفهوم الريادة، نعم ريادة هذه المدينة في جلب الأفكار الصعبة، وتنفيذها بسهولة ونجاح لا نظير لهما.

مترو دبي بمواصفاته التقنية والترفيهية جاء ليكمل الصورة المتميزة لمفهوم التطوير النوعي في خدمات البنية التحتية لمدينة دبي، التي لا نحتاج أبداً لإثبات نجاحاتها، فهي بارزة، واضحة للعيان، لا تقبل المقارنة مع أي كان، فدبي لا تقل شأناً عن أي مدينة متطورة في شرق العالم أو غربه.

ولعل من السابق لأوانه الحديث عن نجاحات مترو دبي قبل انطلاقه، لكن من الملاحظ جداً أن هناك نجاحات تحققت، وبنسبة عالية في جميع المراحل التي سبقت انطلاق عربات المترو، فالتخطيط كان مثالياً، والتنفيذ كان دقيقاً، وهيئة الطرق والمواصلات العامة وُفقت بشكل لافت في التسويق والترويج وإدارة الحملة الإعلامية الناجحة التي عكست ضخامة الحدث وأهميته.

أيضاً التخطيط الجيد لتأمين وحراسة المترو، الذي تم بتنسيق كبير بين «الهيئة» وشرطة دبي، إضافة إلى فخامة المحطات، وروعة التشطيبات، وحتى اختيار الوقت والتاريخ لإطلاق المشروع، كان موفقاً وفريداً، كل هذه الأمور وغيرها كانت خطوات ناجحة سبقت إطلاق المترو الذي نتمنى جميعاً أن يحالفه النجاح في تكريس مكانة دبي أولاً مدينةً راقيةً، ويساعد على تسهيل النقل الجماعي لعدد كبير من السكان والمقيمين والزائرين لمدينة دبي.

تجربة المترو تثبت أن العمل الجماعي دائماً ما يكون ناجحاً، وهذا ما كان، وتثبت أن الريادة تحتاج الى جهود مضاعفة، والإخلاص للعمل والوطن وخدمة المجتمع لابد أن تكون نتيجته دائماً «بياض الويه».

الرسائل الإعلامية التي بثتها «هيئة الطرق» لمواكبة انطلاق المترو، كانت ناجحة، والمطلوب الآن العمل على محور تعزيز ثقافة استخدام المترو، ومخاطبة جميع القاطنين على أرض الدولة والوصول إليهم لحثهم على تكريس استخدام وسائل النقل الجماعي بدءاً من حافلات المواصلات العامة إلى المترو، لابد من توجيههم إليه حتى يؤدي المترو المهمة الرئيسة التي أنشئ من أجلها، وهي تخفيف حدة الازدحامات المرورية وتسهيل التنقل في أماكن الاختناقات بشكل ميسر.

والناس أيضاً مطالبون بالتعاون، فالحكومة لم تترك باباً فيه تسهيل لتنقلهم من مجتمعاتهم السكنية إلى مجتمعات الأعمال إلا وفتحته، وتكبدت في ذلك مليارات الدراهم، وبالتالي المطلوب الآن رفع مستوى الثقافة المرورية، والعمل على استخدام كل بدائل السيارات المتاحة مادام أنها ستؤدي مهمة السيارة وبشكل أفضل شكلاً ومضموناً وسعراً.

 

reyami@emaratalyoum.com

تويتر