تقبل الله
بعد انتهاء الشهر الفضيل وإجازة العيد السعيد، تبدأ البلديات بإزالة الزينات والأهلة المضيئة، وقد خرج رمضان 2009 بظواهر عدة بين غريب ولطيف:
أجمل منظر رأيته في رمضان كان مشهداً لعائلة من طائفة (السيخ) بعماماتها المميزة، تذهب بشكل يومي إلى مدفع الإفطار لكي تظهر وهي تلوح لكاميرا تلفزيون الشارقة عند دوار الثقافة، وهكذا نكسب الآخرين.
الاعتكاف في هذا العام لم يكن صعباً على أغلب الشباب، خصوصاً أنه موسم الاعتكاف الأول بعد انتشار جهاز (البلاك بيري)، فما رأي مشايخنا الكرام في هذا خصوصاً أن احدهم قد أقام الليل (تشات) وقنت (ماسنجر) ودعا (بالمسج) وهل يكون حكمه كحكم اللعب بالحصى في صلاة الجمعة؟!
كم آلمني أن صلى بجواري ذات ليلة رجل آسيوي لا يتقن من العربية شيئاً سوى جملة التوحيد، ورغم ذلك فقد بكى وسكب من الدموع تأثراً بدعاء الإمام، ما لم أسكبه في حياتي كلها على تلك وتلك، فهل العرب فعلاً منزوعو العاطفة؟ أم أننا لا ندرك نعمة اللغة التي نتقنها!
تبارى بعض الأئمة ـ حفظهم الله ـ في تحطيم الرقم القياسي لأطول دعاء قنوت وبلغ بعضهم الساعة إلا قليلاً، على الرغم من أن ممثل موسوعة غينيس لم يكن ضمن المؤمنين، وبحثت ـ على قدر بحثي ـ فلم أجد أن الإطالة في قنوت الجماعة قد ورد عن المصطفى صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.
خدمات مميزة كانت في بعض المساجد المتوسطة، حيث توزع الكنافة والعصائر بل وحتى مشروبات الطاقة (الريد بول)، وأخشى من بروز نوع جديد من الاعتكافات الرمضانية تحت شعار (اعتكافات المناسف).
كثير من العزائم تلو العزائم في رمضان بعضها في خيم (رمضانية) وبعضها في خيم (رمضانية جداً) وبعضها في بيوت هوامير وبعضها أثناء بعض الأعمال في المناطق الفقيرة، وأكاد أجزم بعدما رأينا أن (الهوامير) لو أدوا زكاتهم المفروضة لما بقي في الوطن العربي فقير واحد!
صلينا مع إمام كانت تفوتنا ركعة أثناء الصلاة معه لشدة سرعته، ولا أستطيع أن أجزم بأننا كنا غاضبين، والقبول من عند رب القبول. الكثيرون كانوا يبحثون عن هذا النوع ويركزون على (الكوانتتي) في التراويح لا على (الكواليتي) في الركعة الواحدة فهل نسجل ملاحظتنا لدى الأوقاف أم هيئات الجودة؟
من أجمل المشروعات الجماهيرية التي يمكن أن يصممها المتطوعون موقع على الإنترنت يفيدنا بأماكن المساجد ومَن المقرئ في كل منها، وسعة المسجد أو ميزاته من حيث إمكانية اصطحاب كبيرات السن، وجود ساحة ينشغل بها الأطفال، المواقف، صوت الإمام، التكييف» وتسمح للجمهور بإعطاء تقييم لكل أمر لكي لا يتعب المصلون في البحث أو يذهبون إلى مسجد فيجدون أنه (أوفر-لوديد).
نزل الهلال عن السماء فليتها طويت وعم العالمين ظلام
كل عام وأنتم بخير!