شراكة لا تقبل التشكيك
نتمنى أن يكون البرنامج الموحد الذي أذيع على قنواتنا المحلية بشأن «أنفلونزا الخنازير» يوم أول من أمس الجمعة، نهاية للشك والتوجس الذي تبديه اللجنة الوطنية لمكافحة المرض من وسائل الإعلام المحلية. فظهور وزيري الصحة والتربية والتعليم على الشاشة، ومشاركة أطراف الجهات الممثلة في اللجنة لإيضاح ما طلب فيه الاستيضاح، قرّب الصورة وألغى المزيد من حواجز الشك والريبة. قبل هذا البرنامج، بادرت وزارة الصحة واللجنة الوطنية للاجتماع بمسؤولي وممثلي وسائل الإعلام المحلية في لقاء مفتوح وصريح، تم فيه الاتفاق على المشاركة في أداء الدور المطلوب، والاعتراف بحق الإعلام في الوصول إلى المعلومة وإيصالها للجمهور «من دون تهويل ولا تهوين»، ولكن قبل إن يجف حبر الاتفاق، الذي لم يكن مكتوباً، عادت بيانات النفي وتسريبات التشكيك، ليكذب مسؤول في جهة مسؤولاً آخر من الجهة نفسها، وليُقدِم بعض مسؤولي وزارة الصحة على اتهام الصحف بنشر الإشاعات، من دون أن يرد أولئك على حقيقة ما تم نفيه إلا بعبارات فضفاضة، لا تؤكد ولا تنفي، أو أن يقدم منتقدو «الإشاعات» أي ردود علمية مقنعة على ما يثار في الدول التي نستورد منها المعلومة، كما نستورد الدواء. واكتفى أولئك بالحرص على الهروب من الحقيقة بالنفي، واكتفى هؤلاء بالاستهزاء مما يدور على سطح التداول العالمي للمرض والدواء واللقاح المنتظر.
تأكيد الحيطة في التعاطي مع العلاج كما مع المرض هو المطلوب، وبسط الحقائق دون تهويل ولا تهوين هو المرتجى، وهذا ما أكده المسؤولون في لقاء الجمعة المفتوح. وهذا ما تؤكده الصحافة التي تحرص على إقناع المسؤولين بأنها طرف رئيس ومسؤول يمسه ما يمس المجتمع، وليس طرفاً مراقباً يتصيد الأخبار و«الإشاعات» على حساب المصلحة الوطنية.