المصداقية.. سر النجاح
هيئة الطرق و المواصلات في دبي، أنموذج حي لمفهوم الإدارة الحيّة. هذا ليس إطراء على طريقة رصف عبارات المديح، و إنما إحساس تصنعه الإنجازات وتبوح به المنجزات. إنجاز في التنفيذ، وإنجاز في جودة التنفيذ، وانجاز الالتزام بوقت التنفيذ، ثم انجاز في حجم النتائج وأشكالها وصورها ومزاياها، بين طرق طويلة وواسعة احتاجت في بقاع أخرى لأضعاف ساعات وأيام وشهور الزمن الذي قطعته لتقطع الصحارى، وتربط المناطق وتفتح المزيد من المخارج والمخرجات في دبي. وجسور تنافس بعضها البعض في العدد، والتشابك من دون اشتباك، والفن في التوزيع وروعة الإنجاز. ووسائل نقل متعددة ومتنوعة وصلت ذروة إنجازها في إطلاق مترو دبي في السنة والشهر واليوم والساعة والدقيقة، بل والثانية التي وعدت بها الهيئة جمهورها ليكون رقم (9) هو كلمة سر ذلك التمسك بالمصداقية. والمصداقية هي كلمة السر في نجاح دبي ورؤية دبي.
ولما كان المترو وسيلة «مبتكرة» لخدمة قطاع النقل وتخفيف الضغط على الطرق والشوارع، فإنه تجاوز ذلك ليسجل اسمه في قلب قائمة مرافق ورموز الإمارات السياحية. فصار ركوبه، على رأي دبلوماسي خليجي زائر، يستحق شد الرحال إليه لمعايشة تجربة فريدة وجديدة على مجتمعات الخليج العربي. وهذا ما فعله ذلك الدبلوماسي برفقة أحد مواطنيه، بالرغم من تجاربه الكثيرة في ركوب أنواع متعددة من المترو والقطارات في مدن عديدة في شرق العالم وغربه.
تبقى نقطة تنظيمية يلاحظها من يمر بالطرق الخارجية السريعة في دبي، كشارع الإمارات والطريق العابر، وكلاهما من مفاخر منجزاتنا الوطنية والتنموية. على هذه الطرق التي يصل اتساع بعضها ـ كالطريق العابر ـ إلى سبع حارات في كل اتجاه، يدمن بعض السائقين قيادة سياراتهم في الحارة قبل الأخيرة من ناحية اليسار وبسرعات منخفضة، تاركين خمس حارات ومضيقين الطريق على قاصدي الحارة السابعة. وفي مشهد آخر تستبيح الشاحنات والحافلات الكبيرة باقي الحارات ليبدو الشارع أحياناً، على اتساعه، ضيقاً حرجاً ينخفض فيه معدل الأمان، وتتعرض أرضيته للمزيد من الضغط، وربما التلف.