مناصب عربية

عبدالله الشويخ

يُروى أن أحد المسؤولين استدعى واحداً من مساعديه وسأله: ما رأيك في البرازيل؟ فرد عليه المساعد: البرازيل لا يوجد بها سوى لاعبي كرة القدم وراقصات السامبا، هنا تغير وجه المسؤول، وصاح فيه بغضب: ألا تعلم أن زوجتي برازيلية؟ فأجاب المساعد بسرعة: وهي تلعب في أي نادٍ طال عمرك ؟!

قدرات على ليّ اتجاهات الحديث وعلى تغيير الجلد بسرعة، كلما تقدمت الحياة قلنا إنها انقرضت ثم يتضح لنا أنها لاتزال موجودة وبكثرة وعلى أعلى المستويات!

لا أعلم ما الذي تتندم صحفنا وأخبارنا على ضياعه في المنصب الوهمي الذي يسمى مدير عام منظمة اليونسكو؟ فأولاً، فوز المرشح العربي بذلك المنصب لم يكن ليقدم ولا يؤخر في تأثيره في قضايانا المصيرية. وثانياً، كان سيدفع ذلك المرشح لتقديم تنازلات لا حصر لها، وقد بدأ ذلك بالفعل حتى قبل أن يترشح للمنصب، فتنصل من كل ما قاله بحق حضارة أبناء العم ! ولكن يبدو أن الموضة الحالية هي اطعن إخوانك العرب في ظهورهم، واحصل على منصب، والحالات خلال العام الماضي فقط لا تبشر بخير.

فعندما قام السيد الموقر رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم (بن همام) بإعطاء صوته لجنوب إفريقيا على حساب مصر في عمومية الفيفا لاختيار البلد الذي سيستضيف كأس العالم المقبلة، عاتبه الجميع، إلا أنه قالها واضحة: أنا لا أجامل في الحق، وبذلك، فتح علينا باباً لن يغلق، حتى تغلق علينا قبورنا، وأعطى حجة جاهزة لكل من أراد أن (يصل) على حساب ما كان يعرف بالمصير المشترك.

أكمل محمد البرادعي هذه المسيرة بكل (احتراف)، فهاجم أي دولة عربية (وغير عربية) تسول لها نفسها التفكير في امتلاك تقنيات نووية، وغض الطرف بالكامل عن (إسرائيل)، لأنه محترف، ولا مجال هنا للعواطف، العرب أهلي وأنا أعلم بهم، في لحظة عاطفة عابرة سيستخدمون السلاح، أما الآخرون فلا!

ثم تسلم الراية القاضي العربي عون الخصاونة الذي عاكس رأي لجنة تقصي الحقائق في أبيي في السودان التي أقرت سيطرة الحكومة الشقيقة على أراضيها ولكن القاضي (العربي) رفض القرار وشجب واستنكر، لأنه محترف،

ضاع المنصب غير مأسوف عليه، ولمن نسي أو تناسى فقد تسلم العرب منصباً أكبر منه بمرات عدة لم يفلح صاحبه في حينه في أن يقول (كخ!) للمجازر التي جرت في قانا، بل وربما بارك، قاصداً أو متجاهلا، المجازر التي جرت في عهده في سربرنيتسا.

######


«دنسكو» رواية كتبت قبل أكثر من خمس سنوات، تنبأ كاتبها بتفاصيل معركة رئاسة (اليونسكو) وبكل التفاصيل البائسة، والخيبات العربية، وتنبأ بأنها ستؤول في النهاية، إلى امرأة جميلة!

 

shwaikh@eim.ae

تويتر