مستشفياتنا من جديد
على خلفية مقال الأسبوع الماضي الذي كان بعنوان «مستشفياتنا الفخمة» تلقيتُ اتصالاً من السيد هلال المريخي مدير المكتب الصحي التابع لهيئة الصحة في أبوظبي في مقر القنصلية الإماراتية في ميونخ، يستفسر عن حالة شقيقي وعن الطبيب والمستشفى الحكومي الإماراتي الذي أجرى له العملية السابقة محلياً قبل إرساله إلى ميونخ، وأضاف المريخي أن هيئة الصحة في أبوظبي قد طلبت منه معرفة معلومات عن العملية التي أجريت لشقيقي في الإمارات للتحري عن الأمر ومحاسبة المقصرين إذا كانت قد تمت في أحد مستشفيات أبوظبي.
وفي الحقيقة، العملية التي أجريت لشقيقي كانت في إمارة أخرى ولم تكن في العاصمة، إلا أنني اشكر هيئة الصحة بأبوظبي على الاهتمام والمتابعة.
كان في حديث السيد المريخي نوع من العتاب على استخدامي لغة التعميم على مستشفيات الإمارات في مقال الأسبوع الماضي، لأنها تضّر بسمعة جميع مستشفيات الدولة، لكنه تفهّم الأمر كوني اتحدث عن شقيقي ولا أنقل حالة وصلتني.
ولم يكن غرضي إطلاقاً تقليل مستوى العلاج في مستشفياتنا الحكومية عموماً، وإنما كان تعبيراً غيوراً من مواطن إماراتي عادي يهمه رفع مستوى العلاج في بلاده وتكتفي مستشفياتنا ذاتياً بدلاً من إرسال مرضانا إلى الخارج لعدم توافر علاج لحالاتهم محلياً. والاكتفاء الذاتي لا يكون فقط بتشييد البناء وتعضيده بأحدث الأجهزة الطبية والطاقم الطبي والإداري، إنما بوضع أولويات وبرامج ومراكز بحثية من شأنها تأهيل الكوادر الوطنية على أحدث التقنيات والتكنولوجيا الطبية، ومواكبة كل ما هو جديد في عالم الطب الذي يعيش حالياً فترة انتقال تكنولوجي، فما فائدة القطار إن لم يتم تشييد سكك للحديد ليسير عليها؟! بالتأكيد سيعجز عن الحركة وسيسقط، والحال تنطبق على المستشفى إذا لم يواكب الحداثة.
في اليوم التالي كنت في زيارة إلى القنصلية لإنهاء غرض ما، فزرت مكتب السيد المريخي، واستقبلني بكل ودّ واحترام واستعرض أمامي حالات لأخطاء طبية فظيعة حصلت في أشهر المستشفيات الميونخية، مؤكداً أن «الأخطاء الطبية تقع في كل مكان من العالم، ومستشفيات الإمارات ليست معصومة من الخطأ، فصحيح أن مستشفيات ألمانيا تعد من المستشفيات الأكثر تقدماً على مستوى العالم من الناحية العلاجية، لكننا لا نختلف على أن مستوى العناية الطبية في مستشفيات الإمارات الحكومية عالٍ جداً، ويضاهي ويتفوق على مستشفيات أوروبا».
قبل أن أغادر القنصلية لاحظت وجود بعض الخليجيين في الملحقية الطبية ممن أتوا للعلاج في ميونخ على نفقتهم الخاصة، يطلبون خدمات قنصلية الإمارات واستشاراتهم لاختيار المستشفيات المعتمدة لدى القنصلية، ومتابعة حالاتهم، وفعلاً تقدم قنصلية الإمارات خدماتها إليهم، ولم تفرّق بينهم وبين الإماراتيين، وهذا أمر ليس بالغريب على حكومتنا الرشيدة فخيرها سابق للقاصي والداني، مع العلم بأن قنصلية الإمارات هي القنصلية الخليجية الوحيدة الموجودة في ميونخ، فشكراً لهم.