ثقافة ومهرجان
اللافت للنظر في مهرجان دمشق السينمائي الدولي الحالي تعدد التظاهرات السينمائية الخاصة بفنانين كبار، من أمثال شارلي شابلن وفريتز لانغ وفيدريكو فلليني وستانلي كرامر وسيدني بولاك ونيكيتا ميخالكوف، إضافة إلى توقيت إصدار كتب عنهم، وتوقيت نشرها بموازاة عروض أفلامهم، ما يتيح فرصة مشاهدة أفلامهم، والحصول في الوقت نفسه على معرفة ثقافية وفنية خاصة بهؤلاء المخرجين الذين احتلوا مكانهم الإبداعي في تاريخ السينما الصامتة والسينما المعاصرة.
يعرض المهرجان لشارلي شابلن تسعة أفلام، منها فيلماه المهمان «البحث عن الذهب» و«الأزمنة الحديثة»، ولفريتز لانغ 11 فيلما، منها فيلمان من أهم أفلامه الألمانية الكلاسيكية «ميتروبوليس» و«م الملعون» «في العنوان الألماني قاتل». ويعرض لفيدريكو فيليني 15 فيلما، منها فيلماه المهمان «ثمانية ونصف» و«جوليا والأشباح». أما لستانلي كرامر فيعرض 10 أفلام، منها «أوديسة الفضاء» و«البريق» . ويعرض لسيدني بولاك 15 فيلما، منها «أيام الكوندور الثلاثة» و«إنهم يقتلون الجياد، أليس كذلك؟».
وخصص المهرجان برنامجا للمخرج الروسي الكبير نيكيتا ميخالكوف، ليعرض فيه سبعة من أفلامه، منها فيلم «خمس أمسيات»
مهم أيضا أن نشير إلى برنامج آخر مميز هو «درر فنية عالمية»، يعرض فيه 11 فيلما، ربما يشاهدها الجمهور لأول مرة، منها أفلام عظيمة ونادرة، مثل «أنا كوبا» أو «الجزيرة العارية».
ومن الكتب السينمائية التي أصدرها المهرجان في سلسلة الفن السابع، في الفترة بين انعقاده في هذا العام والعام الماضي، 23 كتابا، وكان بعضها عن مخرجين عرضت أفلامهم، مثل كتاب «أفلام شابلن سيناريوهات وكتابات للأفلام» من ترجمة يونس كامل ديب، و«ستانلي كوبريك» من ترجمة محمد علام خضر وسيناريو فيلم «أوديسة الفضاء» من ترجمة سمير فريد و«أنا فيليني وسيناريو روما» من ترجمة عارف حبيقة ونبيل الدبس، إضافة إلى إصدار سيناريو فيلم «المتسكعون» من ترجمة إيليا قجميني. وبهذا، تصل سلسلة كتب الفن السابع التي صدرت عن المؤسسة العامة للسينما إلى 175 كتابا.
ماذا يبقى من المهرجان؟
ربما مجلته اليومية المفصلة، ليس فقط بالمعلومات والأخبار، إنما أيضا بالدراسات الجادة، ويبقى أيضا كاتالوغه الغني بالمعلومات والصور، لكن الأهم مما يبقى من أي مهرجان هو الثقافة التي ينتجها، ويضعها بمتناول محبي السينما ونقادها ومخرجيها. ولو تصورنا أن المهرجانات العربية العديدة الأخرى تأخذ على عاتقها إنتاج الثقافة السينمائية، وتضعها واحداً من أهدافها الأولية، فسيكون حصاد مكتبتنا السينمائية الثقافية غنيا، إلى درجة يمكن أن تؤثر ليس فقط في نقد الأفلام، وإنما أيضا في صنعها.
يبقى أن نذكر أن المهرجان نظم أيضا برنامجا خاصا بفلسطين، تحت عنوان «فلسطين بعيون السينما»، عرض فيه ثمانية أفلام روائية، منها الأفلام الكلاسيكية، مثل «المخدوعون» لتوفيق صالح و«كفر قاسم» لبرهان علوية، إضافة إلى عرض أول فيلم روائي سوري عن القضية الفلسطينية «رجال تحت الشمس»، كما تم عرض أفلام حديثة، مثل «باب الشمس» ليسري نصري و«ملح هذا البحر» لآنا ماري جاسر.