مستشفى آل مكتوم

«إذا ما حلّت الكارثة أو المصيبة ولم يكن هناك ما يمكن القيام به، فإنني سأقول ما قاله الصابرون: إنّا لله وإنا إليه راجعون».

سعيد بن مكتوم

27 أغسطس 1914

مع انفتاح الشيخ سعيد بن مكتوم، رحمه الله، على العالم الخارجي، أدرك أهمية توفير الخدمات التنموية للسكان كالتعليم والصحة، نظراً لمحدودية الدعم البريطاني في هذه القطاعات، لكن بريطانيا تبرعت بافتتاح مستوصف صغير في دبي عام ،1939 وعجزت عن تطويره أو تكبيره بسبب ظروف الحرب العالمية الثانية.

في العام ،1949 تم تكبير المستوصف وتحويله إلى مستشفى بمبادرة من الشيخ سعيد بن مكتوم الذي تحمّل الجزء الأكبر من تكاليف إنشاء المستشفى، وتم افتتاحه رسمياً عام 1950 بتكلفة إجمالية بلغت 28.125 ألف جنيه إسترليني، وبسعة 38 سريراً تحت إشراف طبيب بريطاني، كما أسهم حكام مشيخات الإمارات في تغطية المصروفات التشغيلية للمستشفى، نظراً إلى أن الخدمات التي يقدمها هذا المستشفى كانت لجميع إمارات الساحل وليس لإمارة دبي فقط، ثم تم تشكيل لجنة إدارية تدير أعمال المستشفى يتكون أعضاؤها من كل مشيخات الإمارات، وكذلك المعتمد البريطاني ومدير المستشفى البريطاني، وفي العام 1952 تم إطلاق اسم «آل مكتوم» على هذا المستشفى إكراماً للشيخ الجليل سعيد بن مكتوم، طيب الله ثراه. ومع مرور الأيام زاد إقبال الناس على هذا المستشفى، ولم يكن يحقق أي مدخول لقاء خدماته لأنها مجانية من الأساس، وكان الشيخ سعيد يضخ بسخاء أموالاً طائلة بلغت وحدها عام 1952 أكثر من 75 ألف روبية هندية، مع تخصيص مبلغ 40 ألف روبية بشكل سنوي للمستشفى، وذلك حرصاً منه على استمرارية خدمات المستشفى لجميع رعايا الإمارات، وعاماً بعد عام كان الشيخ سعيد يحرص على توسيع المستشفى وإضافة أقسام جديدة إليه حتى قبل وفاته عام .1958خلاصة القول، يحمل هذا المستشفى ذكريات جميلة ودلالات رمزية، فحافظوا عليه، وإلا فما عساني أقول إلا ما قاله الوالد المغفور له الشيخ سعيد بن مكتوم إذا ما أصابته مصيبة: «إنا لله وإنا إليه راجعون».

الأكثر مشاركة