كتاب عايدابي
معرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي افتتحت دورته الثامنة والعشرون الأربعاء الماضي، يمثل مسيرة للقراءة، وزوادة لعشاق الحرف والتواقين إلى المعرفة والجمال.
لم يصل المعرض إلى ما وصل إليه الآن، إلا بالتخطيط والجهود المتواصلة منذ دورته الأولى، حين كان يحبو في مقره الأول عند ميدان «الاتحاد»، ثم انتقل إلى مقره الثاني على شارع «الخان»، إلى إن وصل إلى مقره الحالي على شارع «التعاون».
مثقفون وقفوا وراء نجاحات المعرض وبلوغه المكانة التي هي محل تقدير، وفي كل سنة أصبح مثقفون من مختلف الدول العربية «يشدون الرحال» إلى بيت المعرفة، ومِن بين مَن رافقوا المعرض خطوة خطوة، يظهر اسم الدكتور يوسف عايدابي، الإنسان والمثقف والمبدع، الذي لا يكل من متابعة شؤون الثقافة.
عايدابي، الذي يكتب في المسرح، وينشغل بالإبداع، ويتابع الأمسيات الشعرية والقصصية ومعارض الفن التشكيلي، سلم راية المعرض إلى مدير جديد هو أحمد بن ركاض العامري، الذي يتوقع أن يضيف إلى المعرض جديدا، إذ أعلن ان فعاليات القراءة وما يتعلق بالكتاب لن تقتصر على الأيام العشرة لكل دورة، بل ستمتد على مدار العام.
عايدابي الشاعر في روحه وسلوكه وانشغالاته، تعامل مع المعرض بوصفه فضاء للمعرفة والجمال والتواصل، فازداد عدد رواد المعرض دورة تلو دورة، وتنامت علاقة الناس، ومن بينهم المثقفون، بالمعرض وفعالياته التي شملت مختلف الفئات العمرية، واليوم نرى كل يوم وفودا من طلاب المدارس تتوافد على المعرض، وبين دورة وأخرى كبرت أجيال وكبرت ذكريات وصار للتنوير عنوان.
عايدابي الهادئ والمتأمل لم يتعامل مع المعرض بصيغة «الحجب»، بل إن الرقابة تراجعت دورة بعد دورة، لأنه يؤمن بحرية المؤلف وحرية القارئ، وحق المعرفة باعتباره مشاعا للجميع، من دون وصاية أو منع.
واليوم يحتفي المعرض بالثقافة الفلسطينية، ضمن احتفالات القدس عاصمة للثقافة العربية، وهو احتفاء ليس جديدا، إذ في كل دورة ثمة مشاركات وحضور لفلسطين في المعرض، ولكن في هذه المرة يأتي الاحتفاء في ظل اشتداد هجمة التهويد لمدينة القدس، ولذلك معنى كبير.
معرض الكتاب عبر مسيرته، كتب مخلصون أسماءهم في سجل إنجازاته، وأصبحت بصماتهم تضيء ذاكرة المعرض، وعايدابي كان«دينامو» المعرض بامتياز، وسيرته كتاب في معرض الكتاب. وهو الآن يقوم بمهام جديدة، منها ما يتعلق بمجلة «المسرح العربي» التي تصدر عن الهيئة العربية للمسرح، وفي هذا المجال يواظب عايدابي، كعادته، على إضافة نوعية لكل موقع يكون فيه.
تحية إلى عايدابي، وإلى كل من سهر ليبقى معرض الكتاب زوادة ضوء ومعرفة للجميع.