الردّ بالمزيد من الاتحاد
ثلاثة في واحد.. الحج الأكبر، وعيد الأضحى المبارك، واليوم الوطني المجيد. ثلاث مناسبات عزيزة ومباركة التأمت في سماء وعلى أرض هذا الوطن المبارك، وكأنها تشير إلى قيادته وشعبه وكل محبيه بأن الخير لا يمكن أن يجلب إلا خيراً، وأن كل ما قيل لا يتعدى حدود التأويل، وأن هذا الوطن ماض في طريق النجاح الذي سطره المؤسسون الأولون، ومُصرّ على تحقيق الأهداف التي رسمتها الرؤية الواضحة، وواثق بخطواته التي ما بدأت أولاها إلا لتواصل سيرها نحو الأميال اللا محدودة بلا محدودية الطموح والنظر البعيد.
لذلك كان الاحتفال بيوم الاتحاد، من أسفل هرمه إلى قمته احتفاءً بمدلول الاتحاد، وزهواً بإنجازات الاتحاد، وتخليداً لمنجزات الجيل الأول الذي أرسى قواعد الاتحاد، فجعل الاتحاد مفهوماً استقر في النفوس، وثقافة التحمت بالفكر، ومصيراً يؤكده التاريخ وتعززه النظرة إلى المستقبل. فلم يكن فقط في مسيرات سيارة أو قوافل راجلة أو سهرات عازفة، وإنما كان نشيداً وطنياً يتكرر «عيشي بلادي» في ظل اتحاد متين متمسك بعروة الإسلام، وهدي القرآن، ورمز العروبة التي تمثلت بقوة الاتحاد على الأرض العربية الممتدة من المحيط إلى الخليج لأول مرة في تاريخها الحديث، بخطوة تبعتها خطوات من التأسيس، لتصل إلى مرحلة صار فيها التمكين للاتحاد ولوطن الاتحاد ولطموحات الاتحاد أنشودة يتغنى بها طفل السنة الأولى من الدراسة، و«شلة» يترنم بها شيخ مسن تحلق حوله أحفاده في جلسة اتحاد عائلي، استمد تماسكه من ثقافة اتحادية صارت نمط حياة.
أيام مباركة، تهديها مناسبات مباركة تزامنت مع لغط أراد التشويش وتخريب الفرح بإشاعات وافتراءات لم تجد في سماء الإمارات غير الرد بالمزيد من الفرح والاحتفاء والاحتفال.. ثم المزيد من الاتحاد تحت راية الاتحاد. وكلما زاد الصخب فإنه لن يؤثر في هذه الدولة إلا بالمزيد من الالتحام وتأكيد أن الاتحاد قناعة واختيار وليس عنواناً وإشهاراً، وهو بالنسبة لأهل الإمارات، قيادة وشعباً، كلمة انتهى التفكير في مضامينها منذ أن بدأ العمل بإخلاص على تنفيذ هذه المضامين قبل 38 عاماً مضت.