إعادة هيكلة الأولويات

الضارة النافعة في الضجة المفتعلة حول ديون «دبي العالمية» تتمثل في كشف الحجاب.. ليس عن من هم مع ومن هم ضد، ولكن عن معانٍ أخرى للهيكلة. فقصة فريقي المع والضد صارت مكشوفة، بل هي مكشوفة منذ زمن ليس بقريب، إلا أن معادلة الدفع بالتي هي أحسن ومحاولة تأليف القلوب كانت دائماً تتقدم حتى مع الذين لم يخفوا في يوم ضديتهم المتحاملة من المسجلة أسمائهم في قوائم الشقيق والصديق «اللزيم» قبل العدو اللئيم.

لذلك فإنه إذا كان من الواجب الرد على أولئك لردعهم، فإن الأوجب هو البحث عن تلك النافعة من بين زبد الضرر، وأن نفتش عن الجزء المليء، وإن كان قطرة في قاع الكأس. ومن أحال القفار الفاقدة لأسباب الحياة إلى مدن تزهو بها الحياة، ومن جعل هذا المكان نبضاً لأمل عودة النهضة العربية قادر على جعل الأزمة إضافة إيجابية في دفتر يوميات هذه الدولة الأنموذج. فالأزمات من سنن الحياة، والذي يفكر هو الذي يتعب، والذي يعمل يخطئ، ولكنه يعيد صناعة الفعل بوقود الرغبة في تجاوز الخطأ. ومهما تكالبت ضغوط الأزمة فإنها بالنسبة للأحياء المزيد من الحياة.

وإعادة الهيكلة، كما يمكن أن تحدث إدارياً ومالياً لشركة أو مؤسسة أو منظمة، فإنها تحدث في القناعات وتؤدي إلى إعادة ترتيب الأولويات. فالنفوس بحاجة إلى إعادة هيكلة، والأفكار كثيراً ما تحتاج إلى إعادة هيكلة، كما أن الاستراتيجيات تتعرض لإعادة هيكلة. وقد كشفت الأزمة أن كثيراً من الأمور أصبحت بحاجة إلى هيكلة بما يتفق ومستجدات الأوضاع، وبما كشفته الأزمة الأخيرة من سلبيات، وهذه السلبيات لم تعن حجب الإيجابيات لأن نتائجها عصية على أي محاولة للحجب، ولكنها نبهت إلى أن المراجعة من عوامل القراءة الصحيحة، وأن الدرب ليس كله وروداً.. لأنه درب النجاح الذي لا ينشده إلا أصحاب الهمة العالية.

 

adel.m.alrashed@gmail.com

الأكثر مشاركة