أقول لكم
جلست مع مجموعة من الإخوة العرب نتحاور حول ما كتب ويكتب عنا، بعد قضية تأجيل ديون «دبي العالمية»، وطال الحوار كل شيء، وفاض الإخوة في تفاصيل التفاصيل، وبيّن بعضهم، وهم من الذين شهروا أقلامهم لاقتطاع شيء من كعكة «السقوط» كما سمّوها، والتي توزع عليهم من مصادر معروفة، أقول إنهم بيّنوا انتظارهم منذ أكثر من عام لأي خبر يكون سلبياً بالنسبة لدبي بعد الأزمة المالية العالمية، وأوضحوا أنهم فشلوا في توقعاتهم منذ سبتمبر 2008 وحتى نوفمبر الماضي، ولكن الفرصة اتتهم بإعلان شركة من الشركات إعادة الهيكلة وجدولة الديون، وحاول بعضهم أن يظهر حرصه على «الحلم العربي» كما قال، وبرّر هجومه بالخوف على الإنجازات!
أقول لكم، خرجت عن الموضوع في لحظة، وسألت الحاضرين، ماذا يلاحظون بعد كل الذي حدث؟ وبمعنى أدق، كيف وجدتم الوضع عندنا؟ ولأنهم غير راغبين في التفكير في السؤال اضطررت إلى الدخول مباشرة في تفاصيله، قلت لهم ها أنتم تزورون دبي وقتما تشاؤون، وتتجولون فيها كما تحبون، وتلتقون مع من تريدون، وتقيمون حيث يحلو لكم، فهل منعت عن أي واحد منكم تأشيرة الدخول؟ فهزوا رؤوسهم بالنفي، قلت هل لاحظ أحد منكم شخصاً يتبع خطواته أينما ذهب؟ فهزّوا رؤوسهم بالنفي، قلت هل طلب أي مسؤول الالتقاء معكم ليوضح لكم وجهة النظر الخاصة؟ فهزوا رؤوسهم بالنفي، فقلت لهم هل توقف موظف الجوازات عند أسمائكم ولو للحظات قبل أن يختم جوازاتكم؟ فهزّوا رؤوسهم بالنفي، وقلت لهم هل صدرت بيانات تكذيب ضدكم؟ فهزوا رؤوسهم بالنفي، وأخذوا ينظرون إلى بعضهم بعضاً، فقلت لهم تصوّروا أنفسكم مع بلاد غير هذه البلاد، ومع تحضّر غير تحضّر الإمارات، وذهبتم إليها، إلى البلاد الأخرى، وإن سمح لكم بالدخول تجاوزاً، ألن تتعرضوا لكل ما ذكرت؟ ألن يراقب تحركاتكم مرافقون؟ ألن يتم استدعاؤكم لتوضحوا للجهات المختصة، وهي كثيرة، وهي قاسية قولاً وفعلاً، ماذا كنتم تقصدون؟ ألن تمنحوا فرصة أخيرة لتغيير مواقفكم وإلا كانت القوائم السوداء حاضرة مع الملاحقات في كل مكان؟ ولم يهزّوا رؤوسهم هذه المرة، بل انتفضوا واقفين مودّعين مع قراءة كل ما يذكرون من أدعية طرد الشر!