دبي والإعلام العربي

حينما حدثت الأزمة المالية العالمية في أغسطس ،2008 كان العالم يدرك جيداً أن من المتوقع حدوثها بسبب ما يعانيه الاقتصاد الأميركي من أزمات مالية وتجارية واقتصادية خانقة، ومنذ سنوات عديدة تؤكدها مؤشرات حقيقية، كان لتلك الأزمة تداعيات صعبة وآثار وخيمة في مختلف اقتصادات العالم، ولاسيما اقتصادات العالم الثالث. وكحال بقية دول العالم، تأثر الاقتصاد الإماراتي وتكبد خسائر، وإن كانت الدول ذات الاقتصاد الريعي أكثر خسارة وتأثراً، وفيما كانت الأزمة تستفحل وتلقي بظلالها القاتمة على العالم وتعلن الولايات المتحدة عن خسائر وإفلاسات شركاتها ومصارفها لتضغط على دول العالم، ومنها دولنا العربية في إطار ابتزازها الدولي، وقف العرب عامة والخليجيون خاصة موقف المتفرج ولم يحركوا ساكناً حيال هذه الأزمة (المصطنعة) وهم يشاهدون أصولهم وموجوداتهم الأجنبية، ولاسيما الموجودة في الولايات المتحدة تتآكل بشكل غريب، وقيم ثرواتهم تتراجع بشكل مخيف، وعقاراتهم تتهاوى بحكم ما أصابها من زلزال أميركي الصنع. لم يفعل العرب شيئاً، بل روج الإعلام العربي وساعد في إظهار أن الولايات المتحدة والدول المتقدمة (المتحضرة) تتعرض لضربات موجهة وأحداث جديدة، ربما هي من صنيعة (القاعدة)، وربما كانت الولايات المتحدة ضحية من ضحايا العرب والمسلمين أيضا! أما حينما تتعرض إمارة عربية كإمارة دبي لتداعيات أزمة مالية عالمية، وربما بدرجة أعلى بفعل انفتاح اقتصادها وأسواقها على العالم، فإن الإعلام العربي (القاصر) يمارس دور الجلاد ليجلد كل مكتسبات دبي وتجربتها الناضجة ويعمل على تشويه سمعتها المالية والمصرفية والعصف ببيئتها الاقتصادية ويجردها من كل نجاح! إنه لشيء مؤلم هذا التحول الخطير لإعلامنا العربي (المشوّه)، وكيف ينقلب على قصة النجاح التي تسجلها الأحداث بالأرقام والإحصاءات والانجازات الماثلة للعيان من مشروعات عملاقة وموقع مالي واستثماري عالمي ومركز تجاري فريد ومتميز، والتي جعلت من الإمارة الخيار الأمثل والوجهة الأفضل للاستثمار والأعمال والتجارة العالمية.

alshamsi.n@hotmail.com

الأكثر مشاركة