«عرب برشلونة»
مثل أكثر من خمسة ملايين من سكان الإمارات، تابعت بفخر نهائي كأس العالم للأندية في عاصمتنا العالمية أبوظبي، عبر التلفزيون في أحد المقاهي ومع كل نفس كان ينفثه أحد المشجعين يردد عبارة «ألم نخسر كثيراً بترك الأندلس كان سيكون لدينا فريق عربي يحصل على بطولة العالم؟»، ومشجع آخر يطلب «ولعه» ثم يتمتم «حسبي الله على العرب ضيعو هالفريق كان بيكون ف بطولة كأس العرب!»، وآخر يسلك المبسم بأظفاره وهو يصب اللعنات على جيوش غرناطة التي لم تقاتل لكي تبقى إسبانيا والبرسا في حظيرة أمة الضاد... مخطئون أنتم دوماً يا زملاء «المعسل»، لو أننا لم نخرج من الأندلس لكان تصنيف أنديتها وفرقها بل وموظفيها ومواطنيها مازال ضمن الأدنى في العالم من ناحية الحقوق والأجور... لو أننا لم نخرج لكانت نسبة الأمية فيها لاتزال تزيد على الـ50٪... لو أننا لم نخرج لكان تيري هنري وميسي يراوحان في مكاتب الطباعة هنا وهناك لكي يصلوا إلى بداية الخيط لمعرفة الأوراق المطلوبة للحصول على تأشيرة مرور إلى إسبانيا... لو أننا لم نخرج لرأينا عمرو موسى يركض بجولات مكوكية بين مدريد والرباط لحل مشكلة الحدود بين البلدين في سبتة ومليلة التي كانت ستؤدي إلى قطع العلاقات لا إلى (علاقة تاريخية)... لو أننا لم نخرج لرأينا توتراً كبيراً في العلاقات بين إسبانيا والصومال بسبب مباراة كرة قدم كانت ستجمع الفريقين ذات يوم، لو أننا لم نخرج لرأينا إمام إسبانيا الذي كان سيكون «خوسيه كاسكانت»، وهو يسب طالبة تدرس في جامعة الحمراء لأنها منقبة ويقول لها: «أمال لو كنتي حلوة كنت حتعملي إيه؟!»... لو أننا لم نخرج لرأينا الجنرال فرانكو يحكم إلى الآن ثم يتسلم الراية من بعده فرانكو جونيور الذي سيجمع عليه البرلمان الإسباني بأرقام أوائل الثانوية العامة...
لو أننا لم نخرج لكنا سنرى انقساماً واضحاً في البرلمان ذاته بين أقليات الباسك والعرب والمولدين والقشتاليين... لو أننا لم نخرج لرأينا اللاعب الإسباني «جيفرين»، الذي حصل على الجنسية الإسبانية بعد سنوات عدة من دخولها لايزال في أحد المخيمات المقامة للاجئين بوثيقة سفر أندلسية ولا يسمح له بالدخول إلى إسبانيا نفسها... لو أننا لم نخرج لرأينا رجلاً معمماً بعمامة كلون قلبه يخرج من جبال كتالونيا مطالباً بعودة الملكة إيزابيللا المختبئة في أحد سراديب ألف ليلة وليلة ومحارباً سلطات إسبانيا من أجل خرافاته وأحلامه...
لو أننا لم نخرج لرأينا الأندلس، ربما، جميلة ومتأنقة ولكن.. بلا أندلسيين...
❊❊❊ لقد كذبت علينا أم أبي عبدالله الصغير وصدقناها جميعاً عندما قالت كلمتها المشهورة... ولكنها نسيت وهي المربية الخائبة أن صغيرها لم يضع الملك لحبه للهو والطرب...
ولكنه أضاعه لأنه نسي أننا أمة جعل الله سر قوتها في وحدتها... وقبل ذلك في ما أعزنا الله به، وما سنذل إن ابتغينا العزة في غيره...
ولهذا أضعنا البطولات... و(البطولات)...
وستبقى اليد العليا دوماً للريال... والـ(ريال).