صورة «بوكر» العربية
ما الذي يحدث في الدورة الثالثة لجائزة «بوكر» العربية، ولماذا لا يتم توضيح ذلك، خصوصاً ان كلاماً كثيراً ولغطاً وتشكيكاً بصدقيّتها يدور في الصحافة وبأقلام عدد من الأدباء. هل هناك بالفعل خلل في الدورة الثالثة؟ وهل غابت المعايير النقدية في عمل لجنة التحكيم؟ أم ان هناك اموراً وراء ذلك، من بينها التنافس بين دور النشر مثلاً، او ان مسائل شخصية دخلت على خط الجائزة؟
من الواضح ان الجائزة منذ إنشائها في العام ،2007 تسهم في تسليط الضوء على أعمال روائية عربية جديدة من جهة، وتحريك مياه التنافس بين دور النشر لترشيح روايات من منشوراتها. كما تسهم في ترجمة جانب من الادب العربي الى لغات اجنبية.
ولكن، ولأن الدور المنوط بالجائزة كبير، فإن من الضروري ان تؤكد التزامها بمعايير نقدية واضحة، بعيداً عن اي «شخصنة» او شائعات، خصوصا ان الدورة الجديدة تواجه موجة من الانتقادات، من خارجها، كما من داخلها.
هناك كتابات في الصحف وتصريحات أدلى بها روائيون تشكك بصدقيّة الجائزة في دورتها الثالثة، وان هناك «انطباعية» حكمت اعمال لجنة التحكيم، خصوصا بعد استقالة الناقدة شيرين أبوالنجا من اللجنة، وتصريحاتها الصحافية التي اكدت فيها «غياب المعايير النقدية»، عن عمل اللجنة التي كانت عضواً فيها. واوضحت ان اعتماد التصويت لا المناقشة، كان وراء استقالتها، موضحة في صحيفة «الحياة» أمس، «كان اللجوء إلى التصويت هو شكل من اشكال الضغط، لأننا لم نفتح اي نقاش جدي حول اي عمل روائي. والدليل ان القائمة أجري تعديلها في الاجتماع الاخير في بيروت اكثر من اربع مرات». كما كتبت في صحيفة «الدستور» المصرية عن الاجتماع ان «ثماني ساعات تحولت فيها الروايات الى ارقام». واشارت ايضاً الى ان «مناخ الترقب والشائعات ربما كان احد العوامل التي احاطت بظروف عمل اللجنة، اضافة الى ان الوسط الثقافي العربي لم يكن قط خالياً من تصفية الحسابات والنميمة».
وعلاوة على ما اوردته الناقدة حول عمل لجنة تحكيم الجائزة، خصوصا في «اجتماع بيروت»، كان بعض الكتاب شككوا بشفافية الجائزة عبر مقالات او تصريحات صحافية.
وبعد كل ذلك، كان لابد من وقفة جادة لإدارة الجائزة، ليس لمجرد الرد بـ«نفي» ما ورد من ملاحظات، ولكن وقفة مراجعة، أي وقفة نقدية امام مجريات الدورة الثالثة، وتبيان جوانبها بوضوح، وتبيان اي جوانب ظهر فيها خلل او تجاوز للأسس التي قامت عليها الجائزة، بحيث تتم مناقشة كل الملاحظات التي اوردتها الناقدة شيرين أبوالنجا، خصوصا انها اشارت الى امور لا تريد كشفها الآن، لكنها جرت في «اجتماع بيروت»، إذ قالت إن «احترامها لسرية العمل في لجنة التحكيم، يمنعها من الإفصاح عن تفاصيل ذلك الاجتماع» الذي وصفت معظم ما جرى فيه بأنه «يقع تحت دائرة العيب».
أن تقول ناقدة كانت في لجنة التحكيم، هذه الملاحظات الجوهرية، فهذا يستدعي المراجعة بجرأة، والإعلان عن إجراءات فورية لتصحيح أي مسار خاطئ، يؤثر سلباً في صورة «بوكر» العرب.