أقول لكم
تعود الكرة مرة أخرى، فهي شيء جاذب، وهي أيضاً ممتعة لمن يلعبها ومن يشجعها، وكذلك لمن لا علاقة له بها، وفي كثير من الدول هي هوية يجب أن يعرف كل شخص نفسه بها، ويمكن أن تكون العلاقات الشخصية وحتى الصفقات التجارية مرتبطة بانتماء الطرفين الكروي، أي اسم يعشقون، وأي لون يحبون، وهناك فئة نسمعها تقول بأنها لا تحب الكرة، وتكره التعصب، ومع ذلك نجدها تفرح إذا فاز فريق وتحزن إذا خسر فريق آخر، وعند إخواننا الصحافيين الرياضيين أزمة أبدية ترتبط بالاتهامات التي يمكن أن تكال لهم مع كل رأي يطرحونه أو وصف ينقلونه من ملعب أو كواليس نادٍ، حتى أصبحوا مثل أولئك الذين يمشون في حقل ألغام، فالألغام قد تنفجر في وجوههم في أية لحظة، من الذين كانوا قبل أيام راضين عنهم، أو من الذين وضعوهم في خانات المحابين والمجاملين للأندية المنافسة، فتصبح الكلمة مثل الخنجر، ينغرز داخل خلايا تفسيراتهم إذا انتقد لاعب أو وجه لوم لمدرب أو إداري، وتنقلب الدنيا وقد لا تقعد، شكاوى وأوصاف سيئة تلصق بهذا الذي لم يقدر مدى نفوذ النادي الذي تجرأ وتكلم عنه، ومن السهل أن يتهم أي واحد منهم بتحويل الولاء في أية لحظة، وهكذا يحدث مع أي شخص يوجه نقداً لمستوى لعب فريقه الذي يشجعه ويتنقل معه من ملعب إلى آخر.
في الأسبوع الماضي، وعندما قلت إن من يريد أن ينافس على الدوري يجب أن يستأذن من الجزيرة، وأقول لكم، كان لذلك الرأي وقعاً على كثيرين، خصوصاً من أولئك الذين ينتمون لفرق غير الجزيرة ومازالوا يعتقدون أنهم ينافسون على البطولة الأهم والأكبر في الدولة، وهي بطولة الدوري، وكان «الغمز واللمز» من بعض الزملاء المتمرسين في الرياضة، أقصد الصحافيين أصحاب الباع الطويل في هذا المجال، والذين يظنون أنني دخلت عليهم مقتحماً حصنهم الحصين، وسألني أحدهم وبيني وبينه معرفة تصل إلى ربع قرن عن تغيير الولاءات، لأنني وحسب قوله كنت قبل زمن بعيد أؤيد فريقاً غير الجزيرة، وعندما استفسرت منه إن كان استشف من حديثي انتماءً أم طرح حقيقة واقعة؟! لم يستطع أن يجيب، حتى كان استئناف الدوري، ومشاهدة أحداث هذا الأسبوع، وتجاوز الجزيرة للكبار، وتعثر الكبار أمام الضيوف الجدد، لحظتها اتصلت بصاحبنا لأسمع رأيه، ولكنه للأسف الشديد كان خارج الخدمة!