ونطق القلم
الرشفة الأولى
اكتب بما يرضي ضميرك تصير حاقداً.. هكذا قال شاعر الإنسانية عبدالرحمن بن مساعد، وهكذا أبدأ، نعم هذا هو الحال بعد ردة الفعل العنيفة تجاه قول الحقيقة، حتى ولو اختلفنا مع البعض في الأسلوب، وأضيف على قول الشاعر «تصير حاقداً ويهال وفاضي وخال من الأخلاق».. جميل هذا الوقت المحبط!
الحبر المسكوب
لا أخفيكم أنني في البداية تألمت من ثورة بعض الذين تصدوا لما تم طرحه في «البرلمان الرياضي»، كما أنهم المعنيون في الرسائل التي وجهت فيه لأشخاص أقل ما يقال عنهم أنهم آفة أساءت لسمعة الصحافة والصحافيين وأضاعت هيبتها، إلا أنني سرعان ما عادت لي الثقة بأنني على حق والحق أحق أن يتبع، وكل من ألقى بكلماته القاسية نحونا لم ولن يستطيع إنكار حقيقة ما طرحناه بغض النظر عن أسلوب الطرح.
الهيبة التي ضاعت بسبب السياسة التي زرعها بعض ممن سبقونا في هذا المجال، وأسسوا نهج العمل فيه، ولو تكرم أحدهم وعاد للميدان اليوم لوجد الصورة الحقيقية التي يعاني منها أهل الصحافة الميدانيون الذين باتوا يشكلون للمسؤولين نموذج «الطلاليب» الذين يستجدونهم بكل السبل للحصول على المعلومة لكي يقدمها لرئيسه ويملأ بها الصفحة.
وهناك من تعمد سحق هذه الهيبة عن سبق إصرار، والأمثلة كثيرة، فمن ينسى ذلك الذي طردهم من مكتبه، والآخر يصفهم «بآكلي الفطائر»، وآخر يتركهم ويمضي، وآخر يقول لهم «القافلة تسير...»، والأمثلة لاحصر لها، ومع ذلك لم نرَ أحدهم يدافع عن أهل الإعلام، ويتحرك ليعيد لصاحبة الجلالة هيبتها المسلوبة، وهي أعز ما تملك، وبالطبع ذلك كله بسبب نهج انتهجه البعض سابقا وتراكمات قديمة جدا، بكل تأكيد لم يكن«شوية اليهال» هم السبب فيها.
نعم أقولها بكل صراحة وألم، سبب هذه الثورة العارمة ليس «الكلام الفاضي»، بل لأن «اليهال» لايملكون الظهر الساند لهم، لذلك تجرأ عليهم البعض «ودق الصدر»، وهو يعلم أنهم محقون في كثير مما ذكروه، ربما جله، ولا داعي لفقرات المزايدة الإنشائية التي ألقاها محامو الدفاع، ولا نقول سوى «الله لنا معشر الفقارى»! أخيراً أقول إن نقد أي ظاهرة سلبية تتبعها كلمة بديهية «دون تعميم»، فإذا كان قول هذه الكلمة سيريح البعض، فلا للتعميم وليستريحوا!
بالحبر السرّي
لا يحق لأحد مهما كانت خبرته سلبنا حقوقنا بهذه البساطة، فنحن أهل المهنة شاء من شاء وأبى من أبى، فلم أسمع ذات يوم عن طبيب تبعه لفظ «سابق»، والصحافي مثل الطبيب لايسقط عنه لقبه المهني، طالما انه مارس المهنة، وحقق فيها نجاحات، وكان من أوائل الشاهدين عليها أصدقاء الأمس أعداء اليوم، فما بالكم بمن لايزال في قلب الميدان.
وتبقى قطرة
بعد هذه الحادثة أرى أنه من الواجب أن أتقدم بجزيل الشكر لكل المسؤولين في ساحتنا الرياضية، فلم أكن أعرف أن لديهم رحابة صدر عظيمة كالتي يمتلكونها بعد كل الانتقادات والاتهامات التي توجّه لهم بالتقصير، في المقابل رأينا كيف كانت ردة فعل أهل المهنة أنفسهم في أول مواجهة جاءت في الاتجاه المعاكس!