علامات ثقافية

قيس الزبيدي

ثلاث علامات ثقافية ميّزت بلوغ مهرجان برلين«Berlinale» عيد ميلاده الـ،60 إضافة إلى علامة رابعة هي قيام «جريدة جنوب ألمانيا» بإعداد 22 فيلماً على أقراص «دي في دي» اختيرت من بين الأفلام المميزة، التي شاركت في المهرجان من بداية انطلاقه حتى عام .2009

ثلاثة نقاد كُلفوا بتحضير اثنين من الكتب وبرنامج «استعادة». الكتاب الأول مترجم عن الإنجليزية حول المهرجان، من تأليف البريطاني بيتر كووي، وكتب مقدمته الناقد المعروف ميشيل كليمت الذي اصدر مجلة الفيلم «بوزتيف»، والثاني عن «F» ندوة الفيلم الشاب الدولية بمناسبة بلوغ عامها الـ40 وبرنامج «استعادة» تحت عنوان «اعرضه ثانية!» للبريطاني المقيم في أميركا دافيد واطسون.

كووي ناقد ألف أكثر من 30 كتاباً من بينها كتب عن يرغمان وارسون ويلز وكوبولا وعمل مديراً دولياً للتحرير في مجلة «فاريتيه» لعقود طويلة، ولم يكتفِ فيه بالحديث عن مسيرة البرليناله بدءاً من عقود حرب القرن الماضي الباردة الى العقد الأول من القرن الجديد، إنما توقف، في فصل خاص، عند الندوة، التي انشغلت بالفيلم الثقافي الفني ودعم عرضه ومصادر إنتاجه غير التجارية، وسلط الضوء على الدوافع التاريخية، التي قادت الى تأسيسها بمواجهة مهرجان، اعتبره، حينئذ، نقاد اليسار الألماني مهرجاناً تجارياً. أما كتاب «حوارات مع أفلام/ خلال عقود أربعة» وهو باللغتين الألمانية والانجليزية، فيكتب فصوله 12مخرجاً من الذين سبق أن عرضت أفلامهم المميزة في الندوة، وحوارهم يستعرض الأفلام التي يفضلونها وتعبر عن مستوى «الندوة» وتاريخها في فترات السبعينات والثمانينات والتسعينات. وينطلق المخرجون في حوارهم مع الأفلام من منطلقات جمالية وفكرية مختلفة ليبينوا، أيضاً، مدى تأثير مخرجيها في أعمالهم السينمائية. والطريف أن تتحدث المخرجة الألمانية انغيلا شاناليك عن فيلم «الحياة» لجان غودار، الذي سبق أن شارك في الندوة الدولية بفيلمين من أفلامه التجريبية المثيرة للجدل، وحينما يسألها مؤسس الفوروم غريغور عن أهمية لقائها بغودار ومعناه، تؤكد أن اللقاء كان مريعاً، ربما لأنه صعب المراس !

ماذا نقرأ في كتاب المهرجان؟

الكتاب يضع أمام النقاد والدارسين تجربة مهرجان، من جوانب عدة، ويبين الأهمية التي اكتسبها وجعلت منه واحداً من أهم مهرجانات العالم الى جانب مهرجانات ثلاثة أخرى هي فينيسيا وكان وتورينتو.

ما الهدف من برنامج الاستعادة؟

البرنامج هو أيضاً كتابة فيلمية لتاريخ المهرجان، كما أن مشاهدة أفلامه في سياقها التاريخي والتعريف بمضامينها وأشكالها يرسمان صورة كاملة عن ظاهرة ثقافية وسياسية، تأسست، بجدارة، على قاعدة عالمية.

ما الذي يصنع نوعية أي مهرجان؟

تحيلنا هذه المنشورات الى تقاليد مفيدة لمهرجان، مصدرها تاريخ وحضارة البلد الذي يُعقد فيه، فبالقدر الذي يرتبط وجود أي مهرجان بمستوى حضارة بلده وحاجات ناسه الثقافية، بمثل هذا القدر يصبح وجوده تعبيراً أميناً عن أصالته وضرورته.

بقيّ أن نضيف أن كتاب البرليناله يضم أكثر من 50 صورة نادرة، وأن كتاب الندوة يسجل على «دي في دي» مشاهد من الأفلام المميزة، التي يحاورها المخرجون.

alzubaidi@surfeu.de

تويتر