5دقائق
صوتوا لجزيرة «بوطينة»
«سماء زرقاء، ومياه صافية، وطيور تحلّق في الأجواء، وشعاب مرجانية مفعمة بالألوان الزاهية، وسلاحف تعشش على الشواطئ الرملية النقية، وأشجار قرم تتطاول في وسط المياه... افتح عينيك وصوت لجزيرة بوطينة، لتكون واحدة من عجائب الطبيعة السبع الجديدة في العالم».. رسالة لا تخلو من جمال الوصف وشاعرية التعبير وإغراء نحو زيارة موقع جزيرة بوطينة، تلك كانت رسالة هيئة البيئة في أبوظبي في دعوتها للجمهور المحلي والخليجي والعالمي إلى التصويت لهذه الجزيرة التي تقع على الشواطئ الغربية للدولة، والتي نجحت في الوصول إلى المرحلة الثالثة ضمن 28 موقعاً في العالم للتنافس على لقب عجائب الطبيعة السبع. نعم.. فلنصوّت جميعاً لجزيرة «بوطينة»، فالتصويت هنا ليس شأناً بيئياً ناجماً عن إدراك بتميز المعالم الطبيعية للجزيرة فحسب، بل هو واجب وطني تمليه أهمية إبراز اسم الدولة في كل المنابر وحرص على أن تحظى دولة الإمارات بأعجوبة عالمية تتناولها كتب الطبيعة وتتناقلها الألسن ونشرات الأخبار.
لقد حبا الله سبحانه وتعالى دولتنا ظواهر طبيعية تتنوع فيها الحياة الفطرية تنوعاً فريداً، فهي تزخر بصنوف من الكائنات والنباتات في نظم برية وبحرية تجعل من بيئتنا الطبيعية مستودعاً لكنوز من الثروات الحية التي لا تقدر بثمن، فإذا كان التراث ماضياً تليداً نعتز به ونفتخر بكل مكوناته فإنه كذلك مستقبل ينبغي حمايته والمحافظة عليه وتنميته لضمان استدامة الحياة، فمثلما كان لنا شرف السبق في كثير من الإنجازات على أصعدة عديدة، فإن إنجازاً يجعل من دولتنا حاضنة لمعلم بيئي طبيعي يوصف بالأعجوبة- وهي أعجوبة بحق- أمر مهم يحفزنا جميعاً نحو ارتباط أوثق بمكونات الوطن وعشق أعمق لتراثه، كما يجعلنا مشاركين في صنع وعي بيئي وبيئة جميلة تُستدام طويلاً وتعيد التوازن للأرض التي غدر بها الإنسان وشوه جمالها بأنانية وجشع حين استباح البر والبحر وتمدد بمكعبات أسمنتية في كل اتجاه ومن دون مبالاة.
ثراء جزيرة بوطينة بالكائنات النادرة والحيوانات المهددة بالانقراض دليل واضح على ما تتميز به دولتنا من تفرد يخولها بحق أن تكون أعجوبة طبيعية، وقد كان حرياً بالإعلام لدينا أن يعرّف الجمهور بها منذ أمد بعيد، وأن تركز عليها مناهجنا الدراسية حتى يعرف النشء تراثنا الطبيعي وإرثنا الذي سيُستدام في ظل الرعاية التي توليها الدولة للبيئة بوجه عام.
لنصوّت جميعاً لجزيرة بوطينة، الجزيرة الأعجوبة، ولنسهم في إنقاذ غيرها من فكر مادي ونحافظ عليها ثروة وطنية من أجل الحاضر والمستقبل.