أقول لكم
أعلنت إحدى الشركات يوم أمس أنها خسرت أكثر من مليار، وسكتت. فالوضع عندنا بسيط جداً، مطلوب من إدارات الشركات المساهمة الإعلان عن النتائج النهائية فقط، وعلى الجميع أن «يضربوا أخماساً لأسداس»، أن يتساءلوا، ثم يستنتجوا، ثم يترحموا على توقعاتهم وآمالهم!
نحن نعرف أن أية شركة عندما تربح فقط يكون وضعها طبيعياً ولا تثير التساؤلات، لأنها قامت من أجل ذلك، فهي، ومنذ أن كانت فكرة إلى أن جمعت الأموال من الناس وشغلتها في مجال اختصاصها، كانت تهدف إلى الربح، والناس لا يمكن أن يضعوا أموالهم في مشروعات مستقبلية لا تربح، باستثناء أولئك الذين يسعون إلى عمل الخير ويستثمرون من أجل آخرتهم، وهؤلاء لديهم الجمعيات الخيرية والهلال الأحمر والوقف الإسلامي وخلافه من المشروعات التي لا ينتظر منها المستثمر إلا الحسنات المحتسبة له بإذن الله، أما في الشركات المساهمة، فقد تنادى الناس لتحسين أوضاعهم المعيشية، حتى أصحاب الملايين يضعون شيئاً من مالهم هناك من أجل المردود، ولهذا إذا لم يكن هناك ربح، فلابد أن يتساءلوا، وإذا كانت هناك خسارة، فلابد أن يحترموا بإبلاغهم بالأسباب الحقيقية لتلك الخسائر، ولا بد أن يقف مجلس الإدارة كاملاً وفي العلن أمام المساهمين والرأي العام كله، ليحدد متى وكيف ولماذا حدثت الخسائر، أما أن يترك الناس «على عماهم» هكذا، فهذا سلب حق أصيل من حقوقهم، فإن كان القانون لا يجبرهم على ذلك، يعدل القانون وتصدر التعليمات الواضحة والصريحة، فلا يعقل أن تستمر إدارة أضاعت مليار درهم، إضافة إلى ما أضاعت من ربح متوقع، في إدارة شؤون الشركة، لأنها بهذا التصريح المقتضب تعلن فشلها، وفوق ذلك يظهر مدير «فاشل» ليصرح عن قروض جديدة لتغطية الخسائر والهدر الفاضح لأموال الناس، تماماً كما نرى بين فينة وأخرى رئيس مجلس إدارة شركة أفلست بعد أن كانت حديث الناس ومقصد الباحثين عن الأسهم المحققة للأرباح، أقول لكم، إنه يظهر ليتحدث عن الشركة الموقوفة أسهمها عن التداول والباحثة عن مخرج يحفظ بعض الحقوق للناس عبر الدمج وغيره، ليقول إنه مازال موجوداً!