‏«ذمة واسعة..!!» ‏

‏أتجاذب أطراف الحديث في معظم الصباحات مع زميلي الإعلامي المتميز حسن يعقوب وبرنامجه «على الموعد» أو «البث المباشر سابقاً».. حيث نتبادل النميمة الإعلامية فأعرف منه موضوع حلقات اليوم في برامج البث المباشر، ويعرف مني موضوع أهم أعمدة اليوم، أعرف منه ما يدور في كواليس تلفزيوناتنا المحلية ويصدّق ما أقوله له عن مطابخ التحرير في صحفنا المحلية، يتنبأ لي بأنني سأذهب ذات يوم لزيارة بلاد ما وراء الشمس، وأتنبأ له بأن يقضي ما تبقى من حياته البائسة في إحدى عزب منطقة مخيرز الجميلة في «الغربية»،

وعندما يقترب موعد برنامجه اليومي «يزحلقني» بالعبارة المعتادة «حلل معاشك»!

عبارة «حلل معاشك» التي نقولها يومياً لبعضنا بعضاً تعكس إيماناً لدى معظمنا نحن فئة الموظفين، بأن أوقاتنا ليست ملكاً لنا بل هي ملك لجهة أخرى وهي بطبيعة الحال المراجع، وهذه هي الحقيقة التي نتغافل عنها.

دع عنك الكثير من الأمور التي تحتاج منا إلى مراجعة كموظفين، وهي التي أصبحت عرفاً يقع كلنا في شركه، مثل استخدام هواتف العمل لقضاء أغراضنا الشخصية، واستخدام أصول المؤسسات من آلات طباعة وأجهزة كمبيوتر، والأوراق التي لا نلقي لها بالاً، وأن تنسى دستة من الأقلام في جيبك كل يوم وغيرها من الأمور.

القوانين والنظم لن تحل المشكلة لأنها بالدرجة الأولى موضوع «ذمة»، كما أننا لفرط سهولتها وبخاسة أثمانها لا نكاد نذكرها، لأننا نؤمن بأن رئيس القسم لا يمانع، ولكن السؤال هو هل رئيس القسم أو مدير الإدارة المباشر يملك لكي يتصرف؟

من أجمل المبادرات تلك المبادرة التي قام بها موظفو المجلس التنفيذي لإمارة عجمان وسمّوها «مبادرة إبراء الذمة» حيث قاموا بجهود ذاتية بتوزيع العديد من الصناديق على كل فروع وأقسام المجلس يضع فيه الموظفون ما شاؤوا طبق ما يعتقدون أنهم أخذوه أو استخدموه من أوقات أو أصول الدوام والمؤسسة، وتستخدم تلك الأموال، التي فاجأ مقدارها بالمناسبة أصحاب المبادرة، في إعادة شراء أصول أو التصرف فيها في أبواب إنسانية خاصة بالدائرة وغيرها.

* * *

نشرت الصحف قبل فترة قصة لموظف رفض تسلم مبلغ نهاية الخدمة الذي له في ذمة الدائرة، لأنه كما برر ذلك لإدارته أراد أن يبرئ ذمته من أي شردة قام بها أو استخدام خاطئ أو شخصي لأصول الدائرة.. وقد كان موقفاً يستحق الوقوف والاحترام فعلاً.

غفر الله لنا ولكم.‏

 

shwaikh@eim.ae

الأكثر مشاركة