ملح وسكر
لاتزال نتائج فرقنا الأربعة في البطولة الآسيوية مثار قلق وإزعاج للمتابعين والجماهير بشكل عام، الذين ضاقوا ذرعاً بتلك السقطات والهزائم المخزية التي تعرضنا لها في الجولة الأخيرة. مشكلة ممثلينا أنهم صبوا تركيزهم صوب البطولة المحلية المتمثلة بالدوري، حيث صار الهدف الأسمى لها، والمسعى الحقيقي نحو الوصول إليه، على خلاف الأندية الخليجية الأخرى التي تسعى جدياً باتجاه الفوز بالكأس الآسيوية وتسجيل مراكز ونتائج مشرفة في البطولة كأسوأ احتمال لها، لأنها لاتريد أن تضيع مجهوداتها وأموالها المصروفة سدى، لذا كذب من ربط سبب الخسائر بظروف الإجهاد والإصابة وعامل الأرض، لأنها مسببات وأعذار يقبحها ويذمها الواقع الذي باتت أنديتنا تسير عكس تياره، فالمؤلم حقاً ذاك الصرف والبذخ في الصفقات والمعسكرات والتصريحات «الفاضية»، التي لم تسجل سوى فضائح سيذكرها التاريخ والتي تركت حسرة و«غصة» في نفوس الجماهير!
يتساءل كثيرون عما يحدث في البيت الأهلاوي، وما يمر به الفريق الأول بعد وصوله إلى حال أثارت الشفقة والرأفة به، حيث ساء الوضع بتخبط النتائج وتدهور المستوى الذي احتار معه محبو وعشاق هذا الصرح الكبير. عملياً مشكلة الفرسان داخلية، فهم من أوصل الفريق إلى هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها، فلا يعقل أن يتحول بطل الدوري إلى فريق مهلهل ومهدد بالهبوط و«ينغسل» مرماه بأهداف من كل نوع وكم في كل مباراة، فهو ليس بلغز أو «لوغاريتم» يصعب حله، كون مشكلة الفريق فنية وإدارية تحتاج إلى تدخل فوري من قبل الإدارة، أولاً لضبط ولملمة أذهان اللاعبين بعد تشتتها، ثم تهذيب المتمرد منها. وثانياً للوفاء بالوعد، فالإدارة الأهلاوية أدرى به، وأظن ستتبدل الحال متى ما تحقق الوعد. وثالثاً ضرورة تحقيق الاستقرار الفني للفريق، وكفى التغيير بالمدربين، فالموسم مضى ولم يتبق منه شيء. وباعتقادي هذا تشخيص لحال الفرقة الأهلاوية التي صار علاجها لا يحتاج إلى «كيّ»، كما ردد البعض بعد فشل كل العمليات والمحاولات السابقة، صحيح أن الجرح عميق وضرره مستشرٍ، لكن علاجه موجود ومدفون داخل البيت الأهلاوي!
في أحيان كثيرة تكون بعض الحركات والإشارات سبباً لتوتير الأجواء وتفجيرها داخل المستطيل وبين المدرجات والتي عادةً ما تصدر من اللاعبين تحت مبرر ردة الفعل عند تسجيلهم الأهداف، منها على سبيل المثال، حينما يضع اللاعب أصبعه على أنفه في إشارة تعني للطرف الآخر «اخرس ولا تتكلم». في الحقيقة هذه حركة وقحة، ويجب أن يعاقب عليها اللاعب من قبل حكم المباراة، لأن فيها «قلة أدب» وعدم احترام لشعور الآخرين سواء من في الملعب أو من خلف الشاشة، فهو تصرف مشين ومرفوض، حيث بدأنا نلحظ ازدياده في الآونة الأخيرة في ملاعبنا، فعلى المعنيين بالأمر أن يتدخلوا لوضع حدّ له، لأن الخوف من أن تتطور الأمور ونشاهد حركات وإشارات أوقح من هذه، فاليوم نجدهم يضعون الأصبع على الأنف، وغداً يا خوفي من أن يضعوها في مكان آخر بداعي الفرحة وردة الفعل الحمقاء!