أوراق رياضية
صرخات المظاليم في دورينا!
في مثل هذه الأيام من كل موسم تتعالى صرخات المظاليم في دورينا، وسيتيح توقف المسابقة لأسبوعين أن تتردد أصداء صرخات المظلومين، وسنظل نتكلم عن الظلم الذي حاق بهم، وستفسح الصفحات الكاملة لكل مظلوم أن يعبّر عن شكواه، وسنظل على هذه الحال حتى تعود دوامة دورينا من جديد.
هل أصبحت الشكوى قرب نهاية المسابقة اسطوانة مشروخة، أو شماعة تعلق عليها الأندية فشلها طوال الموسم، أم هي شكاوى صحيحة في مجملها، ويجب أخذها بعين الاعتبار وإعادة المظالم إلى أهلها؟ إنني أجد نفسي أبحث كثيرا في الصرخات التي انطلقت في الأسابيع الماضية تشكو الظلم الذي وقع عليها، فهذا يشكو الاتحاد لأنه يحابي أندية بعينها على حساب البقية، وآخر يتهم لجنة الحكام بأنها تكيل بمكيالين، وأن رئيسها طباع لايعرف إلا التوقيع على القرارات، وثالثا يتهم حكام المباريات بارتكاب أخطاء متعمدة للتأثير في نتائج المباريات، كأن يطرد لاعباً وهو لا يستحق، أو يحتسب ضربة جزاء غير صحيحة في آخر دقيقة، أو يتغاضى عن ضربة أخرى لأنها ضد فريق موصى عليه!
وأعتقد أن الصرخات والشكوى ستزداد كلما اقتربنا من خط النهاية، كما أعتقد جازما أن هذه الشكاوى في أغلبها غير صحيحة، وعلينا أن نراجع أنفسنا، وأن نتأكد أن أخطاء الحكام جزء من اللعبة، كما هي أخطاء الحراس واللاعبين والمدربين بل والإدارات نفسها، إلا أن أخطاء التحكيم هي الظاهرة، وهي التي يتم تضخيمها، أما أخطاء الآخرين ففي الظل، وإن تحدثوا عنها فيكون همسا.
وإذا كنا نعترف بأن أخطاء التحكيم تقديرية وتخضع لبشرية الحكم في المقام الأول، فعلينا أن نتقبل قواعد اللعبة، صحيح يجب أن نلفت الانتباه إلى الأخطاء، ونسعى إلى عدم تكرارها، لكن لا نذبح الحكم أو لجنته، ولا نتهمهم في أنفسهم، وعلى لجنة الحكام ان تتقبل النقد بصدر رحب كذلك، وتسعى إلى إصلاح الأخطاء بمزيد من الدقة في الاختيارات، ووضع الحكم المناسب لكل مباراة، وعلى الحكام الارتقاء بأدائهم العام حتى لا تحدث تلك الأخطاء مرة أخرى.
ويجب ألا نتعامل مع صرخات المظلومين على أنها رجس من عمل الشيطان، أو نقد هادم، وبالتالي يجب إخراس هذه الصرخات تحت ذريعة الإساءة إلى لجنة كذا وكذا أو الشخص الفلاني، ويتم توقيع عقوبات مشددة حتى لا يتكرر النقد أو الاعتراض، وهي سياسة غير مقبولة في الوقت الحاضر، وعلى اتحاد الكرة مراجعة هذه السياسة، فنحن في عصر الحرية، وكل إنسان له حق النقد والاعتراض إن رأى نفسه مظلوما أو له حق لم يحصل عليه، ويجب على اللجان المختصة ألا تجعل من نفسها خصما وحكما في الوقت نفسه.
الورقة الأخيرة
تابعت كغيري مباريات دوري أبطال أوروبا واستمتعت كثيرا بكرة قدم حقيقية، وبنجوم يستحقون ما دفع فيهم من أموال، وهاهي البطولة الكبرى تصل إلى ربع النهائي، وأعتقد أن اللقب لن يخرج عن الرباعي الباير والمان والأرسنال والبرشا.