‏‏

‏من المجالس‏

عادل محمد الراشد

‏استخدام المزيد من ورق المحارم يعني قطع المزيد من الأشجار. دعاة البيئة في العالم يضعون قاعدة أوسع لهذا المفهوم بالقول إن استخدام المزيد من الورق يعني المزيد من قطع الأشجار، وبالتالي القضاء على الغابات، بكل ما يعني ذلك من اعتداء على الطبيعة وتهديد لمستقبل العالم. ومع ذلك فإن العالم الذي صار يتشدّق بالثورة الإلكترونية والانقلاب على المطابع التي تلتهم الورق التهاماً، صار يصرف في حملة انتخابية واحدة، كالانتخابات الأميركية، ما يعادل أضعاف ما تستخدمه دول لم تدخلها الإنترنت بعد.

نعود إلى ورق المحارم، لنرى أن دولاً، مثل تايوان، أرادت تبسيط المبدأ أمام مواطنيها، وعدم إدخالهم في متاهات حسابات الاستخدام العام للورق، وركزّت على «الكلينكس» (الورق وليس الماركة) لتبين للناس حجم الدور الذي يؤدونه إمّا في الاعتداء على البيئة التي هم جزء منها وإما في حمايتها، عبر قياس درجة استخدامهم أوراق المحارم.

ورق الاستخدام مرةً واحدة صار هو السائد في عصرنا هذا لما يحقّقه من ضمانات صحيّة وما يوفّره من جهد، لكنه في المقابل يشكل بالنسبة إلى دعاة البيئة والمهتمين بمستقبلها وترابط عناصرها في كل مجتمعات العالم مصدر قلق ومؤشر خطر. ومع زيادة عدد السكان يزداد الضغط على ورق المحارم الذي ينقل ضغطه على الأشجار والطبيعة بشكل عام. والقصد من وراء الربط بين استخدام ورق المحارم والفاقد من الأشجار هو تشجيع الناس على الاقتصاد في استخدام المحارم في البيوت وفي مراكز التسوق والمرافق العامة والمرافق السياحية وأماكن العمل، وداخل السيارات. في المجتمعات ذات المقاييس التعليمية العالية يتم التجاوب بشكل أسرع مع كل دعوة إلى صيانة البيئة والحفاظ على كنوزها من باب أن خيرها يصل وإن بعدت بها المسافات، أما في المجتمعات المتخلفة فغالباً ما لا تجد مثل هذه الدعوات آذاناً صاغية أو قلوباً واعية.

نتمنى ألاّ نكون مع الصنف الثاني، وألاّ تكون المساجد هي أبعد الأماكن عن وقف الإهدار في الورق مثلما يحدث فيها من إهدار في المياه.‏

adel.m.alrashed@gmail.com

 

تويتر