‏أقول لكم‏

‏في هذا الوقت، وفي ظل الظروف التي يمرّ بها المسجد الأقصى، ومع كل إجراءات التهويد التي يقودها نتنياهو وباراك، وفي ظل الهلع الذي تعيشه الأمة من أقصاها إلى أقصاها، يقرّر ذلك الداعية الإسلامي المشهور «جداً» أن يذهب إلى المسجد الأقصى ليسجّل أو يذيع حلقة من برنامجه الذي يقدمه على قناة تلفزيونية متخصصة في البرامج الدينية!

خطوة غريبة ومثيرة للتساؤلات، استفزّت أولئك الذين يحسبون أنفسهم من أصدقاء الشيخ محمد العريفي ومتابعيه، وهم الذين تحركوا قولاً عبر الرسائل والاتصالات الشخصية، وفعلاً عبر التصريحات المستنكرة أو غير المصدقة، أما الذين لا يعرفون ذلك الداعية أو يتابعون فتاواه وقضاياه ونجوميته الإعلامية وأنا أحدهم، دار سؤال واحد في أذهانهم وهم يتخيلون شخصاً محسوباً على الإفتاء والدفاع عن قضايا المسلمين، وينتمي إلى بلاد الحرمين الشريفين، وهو جالس في صحن أولى القبلتين وثالث الحرمين، والكاميرات تجول من حوله، وأبناء فلسطين يصلّون أو يتحلّقون من حوله، ويقدّم برنامجه الذي لن يكون أبداً مرتبطاً بوضع القدس وحرمها، هؤلاء كان سؤالهم يدور حول الهدف، الهدف من تصوير حلقة لبرنامج في المسجد الأقصى الأسير والمغتصب والمحاط بكل أنواع الأسلحة ورجال القوات المختلفة الأشكال والمسمّيات ونقاط التفتيش وحصر الدخول إلى المنطقة على كبار السن فقط، وفي الأسبوع نفسه الذي تتحول فيه إشارات ولافتات شوارع القدس إلى الاسم العبري للمكان بدلاً من تسميته التاريخية الإسلامية والدولية!

وقد راود المحبون للعريفي والذين لا يعرفونه شعور مشترك، وهو أن هذه الخطوة ستقدّم خدمة مجانية لإسرائيل ما كانت تحلم بها، وأقل ما ستكسبه أن تلك الزيارة ستحمل رسالة لكل المسلمين بأن الحرم موجود والوصول إليه سهل، بعكس كل ما يُقال ويُعلن من الفلسطينيين والعرب الآخرين وقادة بعض الدول الإسلامية، فهل كان العريفي غير مقدّر لذلك كله، أم أن هناك ما هو مخفي؟ ‏

myousef_1@yahoo.com

الأكثر مشاركة