من المجالس
مقاعد سيارة مجاناً لحديثي الولادة اعتباراً من أول يونيو المقبل، مكرمة جديدة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك لحماية الطفولة ودعم الأسرة في الإمارات. ومن جانبها فإن مثل هذه المبادرات الرائدة في حاجة إلى دعم لكي تحقق أهدافها المرجوة ومقاصدها النبيلة. والقصد من هذه المكرمة حماية الأطفال، والرضع منهم خصوصاً، من حوادث الطرق. وحتى يتحقق ذلك لابد، أولاً، من وجود حملة توعية فاعلة لإقناع الآباء والأمهات الذين سيتسلمون المقاعد بأهمية استخدامها بالشكل الصحيح أثناء القيادة وليس لأغراض أخرى بعيدة، ثم نشر ثقافة التحوط لحماية الأطفال أثناء السير على الطريق. ولابد، ثانياً، من إجراءات إدارية ومرورية حازمة تضع تلك الأهداف في صلب السياسة المرورية، أصبحت غرامات المخالفات المرورية مقطوعاً شهرياً من رواتب معظم السائقين، يصل إلى آلاف عدة. وقد شبّه البعض هذا المقطوع بقسط شهري يأتي بسيارة من وزن مرسيدس وأخواتها. ويقولون إن هذه الغرامات صارت تؤثر في مستوياتهم المعيشية بشكل سلبي نظراً لضخامتها. رجال القانون من ناحيتهم يقولون إن هذا الوضع مؤقت، وإن حجم الغرامات سينخفض تدريجياً مع المزيد من التزام السائقين بحدود السرعة المسموح بها وسائر آداب السير والمرور، ويراهنون على أن هذا الشعور بالألم سيولد شعوراً بالمسؤولية سينتج عنه ثقافة مرورية أكثر انضباطاً. وحتى يأتي يوم ولادة تلك الثقافة أبقوا الجيوب مفتوحة وأعيدوا ترتيب ميزانياتكم لتكون غرامات المخالفات المرورية أحد أهم وأكبر بنودها. عند أبواب المدارس، وفي ساعة «الهدّة» تفر كل قواعد المرور هرباً من الفوضى التي يحدثها «الدريولية» في إيقافهم سياراتهم انتظاراً للطلاب والطالبات. تنغلق الشوارع المحيطة بالمدرسة وتتعاكس السيارات ذهاباً وإياباً، حتى لا يبدو اتجاه الذهاب من الإياب، وتعلو أصوات مكبرات السيارات، وربما تخرج الأعصاب من عقالها، وغالباً ما يكون ذلك في غياب أي تنظيم أو إشراف أو وجود أي دورية مرور. والسائقون يلقون باللوم على عدم وجود مواقف كافية تتسع للاصطفاف بشكل منظم.