‏أقول لكم‏

‏أوروبا تطلب توضيحات إسرائيلية حول قرار إبعاد أكثر من 40 ألف فلسطيني من الضفة الغربية، والأردن طلب تفسيراً، أما جامعة الدول العربية فقد فعلت خيراً، بعد اجتماع مجلسها المكون من المندوبين الدائمين، فقد تركت الأمر بيد الفلسطينيين، قالت لهم ارفضوه، وهذا عين العقل، فالأمر في البداية والنهاية مرتبط بأولئك الذين يعيشون تحت ظلم الاحتلال منذ 43 عاماً، هم الذين يعانون، وهم الذين يرفضون الأمر الواقع، وهم الذين تتم تصفية نخبهم، وهم الذين تصادر أراضيهم، وهم الذين تقتلع أشجار زيتونهم، وهم الذين يبعدون متى أراد الغاصب أن يبعدهم، وهم الذين يسجنون إذا ظهرت عليهم بوادر المقاومة، وهم الذين يواجهون الرصاص، وهم اليوم ليسوا مواطنين من الضفة الغربية، إقاماتهم غير شرعية، هذا أمه من غزة، وذاك أبوه، والثالث له خالة تعيش في مخيم، ويجب أن يرحلوا، أن يتركوا بيوتهم وعمرهم الذي طال على الرغم من القهر والاضطهاد، وأن يتحولوا إلى لاجئين للمرة الألف، هؤلاء لم تعدهم الجامعة العربية بشيء خيالي، وقررت أن يتولوا هم رفض تطبيق القرار، وهذا من أفضل قرارات الجامعة، لأنه جاء متطابقاً مع الواقع، والواقع يقول إنهم قادرون على المقاومة، ومجريات الأحداث تثبت ذلك، فالشعب الذي لم يمت أو يندثر، بل لنقُل لم ينقرض، بعد كل ما تعرض له من مذابح منذ ثلاثينات القرن الماضي، ومازال محافظاً على حقه في أرضه ودولته، هذا الشعب لا خوف عليه، فهو يعرف كيف يقاوم، وقد شاهدناه قبل أسابيع وهو يزرع شتلات الزيتون في يوم الأرض، والصهيوني يقذفه بقنابل مسيلة للدموع والرصاص المطاطي، وكانت مقاومته أقوى من الرصاص، زيتونته الصغيرة ستثمر بعد 20 عاماً، وتطعم الجوعى، في أرض فلسطين وما حولها، وسيكون هو هناك، فهذه الأرض ستبقى، واللسان العربي سيبقى، والمقاومة لكل إجراءات التهويد ستبقى، وسيأتي يوم ينتصر فيه الحق، مع هذه الإرادة لابد أن ينتصر الحق.‏‏

myousef_1@yahoo.com

 

الأكثر مشاركة