‏‏

‏أقول لكم‏

محمد يوسف

‏‏الحروب أنواع، وقد شهد العالم حروبًا وصراعات قامت على أسباب مختلفة على مرّ التاريخ، وفي العصر الحديث شهدنا احتلال دول ومحاصرة عواصم وتغيير خرائط لأغراض شخصية أو مصالح إقليمية، وعرفنا حروبًا لتفتيت دولة كانت تمتد من أوروبا إلى شمال إفريقيا، ومن الشرق الأوسط حتى أطراف الهند. وتحركت حملات دينية لغرض العقائد ورفع الرايات، وانطلقت جيوش ودمّرت بلاد عن بكرة أبيها لرغبة شخص في التسيد على العالم، وحلت مكانها دول جديدة تسيدت دون غزو، وكان يكفيها أن ترفع فوهات مدافع سفنها الحربية حتى تسيطر على سواحل العالم بمدنه وأنظمته، وعايشنا دولاً عرقية، تؤمن بتفوق جنس بشري على الأجناس الأخرى، وأبيدت شعوب، وحوصرت شعوب داخل المعسكرات وبيوت الصفيح والقش، وسرقت ثروات شعوب كانت تتضور جوعاً وهي ترى الذهب والماس يستخرج من بين حبات ترابها الذي تمشي فوقه، ودارت حروب بسبب تضخم الذات لدى بعض من ظنوا أنهم ملكوا القوة، فكان الدمار وكان التراجع إلى الوراء، وصنعت «دمى» تحركها خيوط خفية من أجل الذرائع، ومُسِحت حقبٌ تاريخية، وتبدلت معالم جغرافية لتحقيق المصالح بحجة محاربة الخارجين على القانون، وأطلقت الأكاذيب ضد الأهداف المقصودة، وحركت الآلة الإعلامية المساندة، وغزت الجيوش بلاداً لا علاقة لها بتلك الصنائع المفخمة، حروب أشخاص، وحروب دول، وحروب سيطرة على المناطق الاستراتيجية وممرات العالم، وحروب استنزاف للثروات وسرقة الخيرات، وحروب نفط، وحروب مرتزقة، وحروب مجانين أرادوا أن يخلدهم التاريخ، هكذا هي الدنيا، وقد اقتربت حرب يعلن عن وقوعها منذ زمن بعيد، إنها حرب المياه، وقد بشّرت بها أبحاث ودراسات غربية منذ أمد بعيد، وهي تنذر بالاشتعال، فالماء هو الحياة، حياة الأرض والإنسان وكل الكائنات، والمتلاعبين مازالوا يرسمون الخطط، ومن دون الماء تموت أمم، وتزول دول، خصوصاً الدول القائمة على أطراف الأنهار ومستودعات المياه، ومع الانشغال ببقايا حروب السياسة والإلهاء قد تتفجر حروب المياه المدفوعة الثمن من الطامعين في نهب الثروات، والنيل العظيم يتعرض اليوم لمخطط إشعال حرب مياه!‏‏

myousef_1@yahoo.com

تويتر