نحن عيون الشرطة
أولاً، لابد أن نتهيأ لنلقي تحية على أجهزتنا الأمنية التي أصبحت عيناً بلا جفون. صحوة فاقت حدود السهر على أمن وسلامة مجتمع الإمارات لتكون في مستوى التحدي الذي تشكله مصادر الجريمة والشر، وتوسع في العدد والأداء لتكون للمطاردة نهاية تضع المجرم خلف قضبان العدالة.
وبعد الانتهاء من التحية نظل في مكاننا واقفين مشدوهين من هول أن تصل جريمة المتاجرة في المخدرات إلى البيوت ويكون أبطالها نفراً من رباتها، تتعدد الوسائل والجريمة واحدة، شفط أو شم أو حقن أو بلع، فكلها سموم نذر جنود إبليس أنفسهم لتدمير البشرية بسلاحها، واختاروا فلذة كبد هذه البشرية، وهم الشباب، ليكونوا أول وأسهل الأهداف، ولكن عناية الله تعالى وعين الشرطة كانت أسرع وصولا. هذا الحادث وغيره من ما سبقه، والذي سيليه يؤكد أن المسؤولية أبعد من جهود الأجهزة الأمنية، بل إن جهود هذه الأجهزة ربما تكون الوسيلة الأخيرة لقطع دابر الشر وملاحقة الأشرار. والحوادث والجرائم لا تقتصر على المخدرات وتهريب المحرمات فقط، وإنما لها أبواب متفرقة وأصبحت مفتوحة على صفحات الجرائد. وأغلب أطراف الجرائم وافدة، ولكن أصبح للمواطنين نصيب منها، وهذا يعني أن العدوى وصلت، وإنه لم تعد للجريمة هوية يمكن أن تستثنى المواطن كما كنا نعتقد في خوالي الأيام قبل أن يصبح البيت الشعبي بناية، والسوق الشعبية «مول»، والحي مدينة، والسكة طريقاً سريعاً، وتدخل البورصة والعقارات وتنفتح خزائن الرواتب، وتختل موازين الدخول، ويختلط المالح مع الحلو ليعبر تفسير حركة الحياة الجديدة.
لذلك تكون المسؤولية جماعية، وتكون الايجابية هي قمة الأخذ بهذه المسؤولية، وقد كانت الايجابية السبب في منع وصول 6480 حبة مخدرة إلى أحشاء المزيد من الضحايا، فتحية إلى من بادر بها وتحية لمن تلقفها ولم يهملها.