‏‏

‏ملح وسكر‏

يوسف الأحمد

‏فوز الإمبراطور الوصلاوي ببطولة كأس الخليج جاء لتأكيد أحقيته بهذه الكأس، وبرهاناً عملياً لجدارته وتفوقه على جميع المنافسين، في الوقت الذي أُلجمت فيه الأصوات التي حاولت التشكيك والنيل من الفهود في المراحل الأخيرة من المسابقة. فالبطولة كتبت عهداً جديداً للفرقة الصفراء كونها أول بطولة خارجية تسجل باسم الوصل على مر تاريخه، الأمر الذي فتح الباب لضرورة إعادة النظر نحو البطولات الإقليمية والقارية، كون الفريق يملك من الإمكانات والقدرات التي تؤهله في المنافسة على أقوى البطولات. فهو لا يقل شأناً عن الآخرين، حيث إنه كان بحاجة إلى تعزيز الثقة بنفسه من خلال بطولة تفتح له الباب وتكون الدافع نحو البطولات الأخرى. وها هي أتت (ولله الحمد)، حيث أبصرت النور في زعبيل وعانقت أبناءه عن جدارة واستحقاق، شاء من شاء وأبى من أبى!

-- الجميل في النهائي الخليجي ذلك الالتفاف الجماهيري الكبير حول أبناء زعبيل رغم مرارة الحرمان الذي تجرعوه، بعد أن افترشوا الساحات الخارجية للنادي بسبب القرار المجحف الشهير الذي أفسد شكل النهائي بتغييب الجماهير عن المدرجات قهراً. فقد تابعت تلك الحشود المباراة من خارج المدرجات عبر الشاشات المخصصة لذلك وتفاعلت مع المباراة بشكل جنوني وبطريقة منظمة جعلتها الحدث الأبرز للمباراة، لأن تفاعل الجمهور كان سبباً رئيساً في الفوز بالبطولة، إضافة إلى الطرق المبتكرة في التشجيع التي جعلت أجواءهم أكثر تشويقاً من أجواء الملعب الذي كان صامتاً صمت (القبور). فإذا كان هناك من شكر وتقدير، فالأولى أن يكون لتلك الجماهير الوفية التي احترنا في أن نجد لها وصفاً ولقباً يليق بها وبأسلوبها الذي باتت الجماهير الأخرى تتعلم من فنونه ومن تقاليعه، حيث أصبحت ظاهرة جميلة، في وقت يزداد قبحاً من يوم لآخر!

-- أما النقطة الساخنة للنهائي فهي تلك الأحداث التي خرج بها البعض عن النص في داخل الملعب، حيث شاهدنا تجاوزات مرفوضة وصلت إلى حد الخطوط الحمراء التي نرفضها جميعاً، إلا أنها كشفت عن فوارق في الذوق والرقي في التعامل والسمو عن النزول في تلك المهاترات، حفظاً للكرامة والمنزلة التي يتمتع بها الشخص نفسه، لكن البعض تناسى نفسه وتصرف بطريقة صبيانية أساءت له قبل أن تسيء إلى الآخرين في حالة غريبة لأول مرة نشاهدها في ملاعبنا الخليجية، رغم أن شرارة البداية ابتدأها (سوريا) بنطحته الشهيرة التي على إثرها تكهربت الأجواء. لذا يبدو أن المبادئ والمُثل ليس لها مكان في قاموس بطولاتنا الخليجية، حيث إننا أدركنا أخيراً أنها أقنعة زائفة وكلام للترويج والدعاية ينتهي عند تضارب المصالح بالنسبة لبعض الناس!

-- أخيراً لم أكن أودّ أن أخوض في هذه النقطة، لكن وجدت نفسي كابن لهذا الوطن أولاً ولأمانة القلم ثانياً، أن أرد على حملة التضليل والافتراء التي قادتها (شلة) المجلس بعد المباراة وكيف تم تحوير الحادثة وتوجيه سهام الاتهام لفريق الوصل وإدارته ولنا جميعاً كإماراتيين من خلال التحليل والنقد (المقزز) الذي ساقوه للمشاهدين دون حيادية. فبكل أسف ولوعة لم نكن نتوقع أن تخرج تلك العبارات المسمومة أثناء الحوار الذي تعدى اللباقة والأدب في بعض جزئياته، وكسر إطار الاحترام والإخوة، بل صور المشاهد كأنها حرب ومعركة وليست مباراة كرة قدم. أقولها باختصار قبل أن تسيئوا لنا فإنكم أسأتم لأنفسكم ولسمعة مجلسكم، التي أصابها شرخ من الصعب جبره، (فلا بارك الله فيها من كورة)، ومن فئة تنفث سُماً (دون وعي) لزرع الفرقة وروح العداء بين الأشقاء. فنحن أكبر من تلك المهاترات المفضوحة ولا (عاش) من يفرق بين عيال زايد وعيال حمد!‏

‏ya300@hotmail.com

تويتر