غاب العويس ففاز القطامي
غاب وزير الثقافة والشباب عبدالرحمن العويس عن مواجهة وزير التربية والتعليم حميد القطامي، في مباراة «القرن» التي جرت في استاد نادي الشباب، وجمعت نخبة من المسؤولين والإعلاميين ولاعبين قدامى، وذلك في مبادرة تقام للمرة الأولى على مستوى الدولة لدعم ومناصرة الرياضة المدرسية.
وبالتأكيد غياب «كابتن» فريقنا عبدالرحمن العويس كان له أثر مباشر في هزيمتنا أمام فريق وزير التربية، ولأسباب عدة، أهمها غياب التوازن، إذ استطاع القطامي أن يستحوذ على تشجيع جميع الجماهير الحاضرة، واهتمام الإعلام أيضاً، فاللقطات التلفزيونية، وحتى الصحافية، جميعها لهجمات فريقه، ولرصد تحركاته في الملعب، وبالتأكيد استحوذ على تعاطف حكام المباراة أيضاً!
عموماً المباراة كانت قوية، وتألق فيها كثيرون أهمهم إبراهيم عبدالملك، الذي ذكر الجماهير بالنجم الأرجنتيني «ميسي»، والدكتور أحمد سعد الشريف، الذي لم يلمس الكرة سوى مرتين، لكنه ظل «يسولف» مع اللاعبين طوال شوط كامل داخل الملعب، وكعادته كان عدنان الطلياني نجماً فوق العادة، وسجل هدفاً رائعاً، في المقابل تألق فهد خميس وساعده على ذلك غياب اللياقة البدنية عن مدافعي الفريق الخصم كافة، وهناك أيضاً الزميل علي شهدور، الذي لعب ثلاث دقائق كاملة، كادت تقضي عليه، حيث لم يستطع التقاط أنفاسه بعدها، ولا يمكن أن ننسى جمال بوشقر، الذي كان أفضل لاعب من حيث تناسق ألوان «فانيلته وشورته»، وكعادته كان أحمد الفردان هادئاً في الملعب فلم يشعر به أحد، وكذلك رفعت بحيري رئيس قسم الرياضة في «البيان»، الذي قال بعد أن فقد السيطرة على كرة سهلة «يا مصيبتي لقد انكشفنا على حقيقتنا اليوم»، وعلي ميحد السويدي، الذي فقد حساسية الكرة، حيث كانت المرة الأخيرة التي ركلها فيها قبل 20 عاماً!
الحماس كان حاضراً، والمدربون على أعصابهم، فمن جهته قاد راشد أميري فريق الوزير القطامي، وبح صوته وهو يطلب من لاعبيه الرجوع إلى الدفاع بعد الهجمة، لكنهم هيهات أن يسمعوه، أو أن يستطيعوا الرجوع، فكانت المسؤولية تقع كاملة على حارس المرمى مستشار وزير التربية الدكتور عبدالله الأميري، وعلى المدافع النصراوي الشهير «الكوس» الذي لم يتغير شكله، ولا وزنه، ولا طريقة وقفته وجريه في الملعب منذ السبعينات وحتى الأربعاء الماضي، في المقابل كان هناك عبدالقادر حسن مدرباً لفريق الوزير العويس، ولم يستطع أن يفعل شيئاً، لأنه وببساطة لا يعرف أسماء نصف الفريق الذي يدربه! ولأن «اللي إيده في الماي مب مثل اللي إيده في النار»، كان أحمد الشيخ «مبسوطاً» وضحكاته على اللاعبين لا تنقطع، فهو خارج الملعب مع خليفة سليمان «يعايبون» علينا، فهما بعيدان عن الضغوط النفسية!
ومع ذلك، المباراة كانت رائعة، والجو العام كان مذهلاً، والفكرة في حد ذاتها كانت غير تقليدية، والوزارة نجحت في لفت نظر أفراد المجتمع كافة لأهمية الرياضة المدرسية بأسلوب حديث مبتكر، صحيح أن الثمن كان إصابة خمسة لاعبين بشد عضلي أثناء الإحماء قبل بدء المباراة، وإصابة الدكتور الأميري بكسر في ساقه، وعبدالله السركال في فمه، والزميل أسامة السويسي بكسر في الترقوة، إلا أن ذلك كان من فعل الزمن الذي لا يصلح العطار ما أفسده، ولا دخل للوزارة فيه!