أقول لكم

محمد يوسف

تغيب الحجة، فيلجأ البعض إلى الخفاء، إلى الدسيسة واستخدام الأساليب غير الأخلاقية في مواجهة الخصوم في كل المنافسات، ومن أخطرها السياسة والنفوذ، هنا، عند أقدام التسلط والبحث عن مواقع جديدة لكسب المزيد من المصالح تذبح المواقف، وتستباح الحرمات، وتستخدم أقذر الوسائل لقهر الخصوم.

قبل أيام سئل شخص، في برنامج جدلي على قناة فضائية، عن الأسباب التي تجعله يطلق الشائعات ضد خصومه السياسيين في المواقع، وعبر إصدار البيانات، فرد بكل ثقة بأنه يهدف إلى زعزعة معنوياتهم وكسرها، كما قال بالحرف، وفي كرة القدم يلجأ بعض اللاعبين إلى التأثير في الروح المعنوية للاعبي الخصم المتألقين بحركات خفية، تبدأ بألفاظ نابية لا يسمعها غيرهم، وتنتهي بحركات جسدية خادشة للحياء ومثيرة للأعصاب، كما فعل ذلك اللاعب مع زين الدين زيدان الذي لم يتمالك نفسه وارتكب خطيئة عمره ووصمة العار التي ستلاحقه إلى الأبد، حيث اختفت كل إنجازات زيدان وبقيت «النطحة» الرأسية للخصم. تلعب التقنيات الحديثة دوراً في التلاعب بالخصوم، وكان آخرها بالأمس، حيث أسقط فيلم صُور في الظلام رئيس حزب الشعب التركي، وتوقفت الحجة، وغابت الخطابات الرنانة، وتفرق المؤيدون، وواجه الرجل مصيره وحيداً، بينما خصومه الذين عانوا الأمرين منه يقفون بعيداً متفرجين وابتسامات خفية تحبس بداخلهم، وقد يقول قائل إن التكنولوجيا أصبحت سلاحاً لمواجهة الفساد، فهي لا تحتاج إلى شهود، ولا تحتاج إلى إثباتات على انحراف أو إتيان عمل غير سوي، مثلها مثل الضرب تحت الحزام في الملاكمة، حيث تمنعها القوانين، ولكنّ اليائسين المترنحين يلجأون إليها، دفاعاً عن أنفسهم أو حفاظاً على بعض كرامتهم المهدرة على حلبة المنافسة، لحظتها تغيب الالتزامات بالقوانين المكتوبة أو الأعراف الأخلاقية لآداب الخصومة، وقد كانت الناس سابقاً تصف خصومها بالصفات المميزة وتحترمها وتتحدث عن مناقبها، ليس تقليلاً من نفسها بل تقدير لما كان سائداً، فقد كانت الحجة فيصلاً في حالات، والقوة في حالات كثيرة هي الفيصل، ولكن العار كان ولايزال يلتصق بالخصم الذي يطعن خصمه من الخلف

myousef_1@yahoo.com

 

تويتر