زويل.. وهو يروي المستقبل

هيئة المعرفة في دبي أعطت تصنيف «ممتاز» لخمس مدارس فقط في الإمارة، فيما حلت معظم المدارس في فئتي «مقبول» و«غير مقبول»، ولكني بعد أن استمعت لكلمة العالم المصري الشهير أحمد زويل، ظهر أمس، في افتتاح منتدى الإعلام العربي، أيقنت تماماً بأنه لا توجد مدرسة تستحق تقييم «مقبول» وفق معايير القرن الواحد والعشرين، ليس في دبي وحدها، ولا في دولة الإمارات بأكملها، بل في جميع دول الوطن العربي!

أحمد زويل أكد ذلك وقال: رغم أني أفتخر دائماً بأني تلقيت تعليماً ممتازاً في مدارس مصر في المراحل الابتدائية وحتى الثانوية، فإني أؤكد لكم أن ذلك التعليم الذي تلقيته، وكذلك التعليم الحالي في الوطن العربي لا يصلح أبداً لمواكبة العصر الحالي!

بالتأكيد لا يصلح، ولا خلاف على ذلك، وليس في ذلك انتقاص من شأن أحد، لكن التعليم، وكذلك أشياء أخرى في الوطن العربي، تحتاج إلى ثورة نوعية وتغييرات جذرية شاملة، فنظام الحفظ لم يعد مجدياً، والتلقين هو أسلوب من أساليب العصور الوسطى، والمناهج والمواد التعليمية كلها ضرب من الماضي.

لقد عشنا قرابة الساعة نستمع لزويل عن العالم الجديد، ذلك العالم الذي لا يمكن أن نتخيل أنفسنا جزءاً منه، فنحن لانزال في عصور متخلفة عن بقية العالم، لقد شعرت بصداع من المعلومات التي قدمها، لأن دماغي العربي لم يستطع استيعاب ما وصل إليه العالم، نحن نتحدث عن سطحيات، وهوامش، وإرث جدلي، نصبح ونمسي عليه، والعالم الأول يتصارع على السيطرة على الكواكب الأخرى، أميركا تعلن أنها سترسل أول إنسان بشري إلى المريخ في غضون عشر سنوات، وتتصارع مع دول أخرى للسيطرة على ذلك الكوكب الأحمر، بل إنهم الآن يبحثون كيفية السيطرة على الأرض باستخدام الكواكب الأخرى! العلم والعالم، وصلا إلى مراحل لا يمكننا استيعابها، وكنت أعتقد وأنا أستمع لزويل أنه يتحدث عن فيلم من أفلام الخيال العلمي، التي نتسابق لمشاهدتها على شاشات السينما، فالخلية الآن يمكن اختراقها بوحدة قياس ميمومتر الذي يبلغ جزءاً من واحد فاصلة مليون من البليون، طبعاً اعذروني في حال أخطأت قليلاً في الحساب، فأنا لست مثل زويل!

ليس هذا فحسب، فهناك إمكانية أخذ خلية من تحت جلد الإنسان، وتحويلها إلى خلية جذعية يمكن تشكيلها على شكل قطع غيار لأي قطعة مضروبة في جسم الإنسان، فيمكن تشكيل قلب احتياط، ووضعه في الثلاجة، لاستخدامه في حال إصابة القلب الحقيقي، وكذلك العين أو أي جزء آخر!

وإمعاناً منه في زيادة وجع رأسنا، يقول أحمد زويل إن المستشفيات التقليدية ستنقرض قريباً من أميركا، بعد اختراع شريحة بسيطة تحمل جميع المعلومات والخريطة الوراثية للإنسان، يحتفظ الطبيب بنسخة منها، وعند حدوث أي ألم، أو وجع للمريض، ما عليه سوى الاتصال بالطبيب، الذي يقوم بفتح الشريحة، وتشخيص الحالة عبر الكمبيوتر، وإرسال الوصفة للمريض، من دون زيارة، ولا موعد، ولا استشارة طبية، أو تشخيص خطأ!

طبعاً أعتقد أننا سنكون الأفضل مستقبلاً، وعلى عكس توقعات أحمد زويل، سنكون الأفضل لسبب واحد، لأننا سنرتاح من التفكير، ولن نجهد عقولنا، سننتظر اكتشاف التقنية، وننتظر اختراعات الغرب والشرق، ثم سنقوم وبكل سهولة بشرائها، ولا تعب ولا وجع رأس!

reyami@emaratalyoum.com

 

 

الأكثر مشاركة