ملح وسكر

فوز الوحدة وتتويجه في بطولة الدوري بعد فراق امتد لخمس سنوات، جاء نتاج الرغبة الصادقة والعمل الجاد الذي أثمر قطف الثمرة الغالية التي انتظرتها إدارته وجماهيره لتتذوق حلاوتها اليوم بعد صبر وانتظار داما طويلاً. مقومات الفوز بالدرع كانت حاضرة عند أصحاب السعادة، ومنذ مباراة الكرامة في الدوري الآسيوي، كنا قد أشرنا إلى أن الدرع لن تكون بعيدة عنهم لو استمر الفريق بذاك المستوى، فقد استثمر العنابي مثالية الإعداد واستغل فوزه الآسيوي معنوياً، ليبدأ الدوري وهو على قناعة وثقة بأنه قادرعلى تحقيق اللقب، ليأتي التصريح الشهير لسمو الشيخ سعيد بن زايد، في ذلك الوقت، ويزيد نار الإصرار والغيرة عند اللاعبين الذين بادلوه التحدي وأهدوه بطولة مستحقة قياساً بنتائج مقنعة وأداء ثابت ومثلث إداري وفني متكامل ومنسجم، قادهم إلى جلب السعادة إلى دارهم التي صارت أكثر السعداء اليوم من غيرها!

القرعة التي أوقعت منتخبنا الوطني للشباب في بطولة كأس آسيا المقبلة في الصين، ألقت بحملها ومسؤوليتها على المجموعة الحالية التي سترفع راية الدفاع عن اللقب، حيث تسلّمت تركة ثقيلة من المنتخب السابق الذي حقق إنجاز البطولة في الدمام، فلا يساورنا أدنى شكّ بقدرة هذه الفئة وما تمتلكه من إمكانات ومهارات فنية تؤهلها لمواصلة النتائج الطيبة وتحقيق الإنجاز، بيد أن المحافظة عليه ليست بالسهولة التي يظنها البعض، فالأبيض سيدخل البطولة وهو بطل سابق، حيث ستكون الأضواء مسلطة عليه وسيواجه صعوبة كبيرة من الفرق التي ستعمل له ألف حساب عند مواجهتها، فهذا أمر متوقع ومتأكد منه، إلا أن التهيئة النفسية للاعبين ضرورية وإعطاء الفريق حجمه من دون تضخيم ونفخ أيضاً ضروري مثل ما كان يحدث سابقاً، فمن البديهي أن نحتاط لهذا الأمر من الآن، وأن نُنسي اللاعبين البطولة السابقة، فالتجارب علمتنا والشواهد حاضرة بيننا، لأن الاحتياط واجب كما يقال، و«هبان» المدح والوصف المفرط لا نريده؛ لأنه باختصار أحد أسباب انتكاساتنا الكروية!

يبدو أن فرقة الكوماندوز كُتب عليها الشقاء هذا الموسم بعد أن هبطت في الموسم الماضي، فقد أكمل الفريق سلسلة المعاناة التي تمر بها جماهيره والتي إلى الآن غير مصدقة ما يحدث لفريقها الذي كان قبل موسمين أحد فرسان الرهان في بطولة الدوري، فلم يكن أسوأ المتشائمين يتوقع أن يمر الفريق بهذا السيناريو الغريب الذي حوله إلى فريق لا ناقة له ولا جمل، خصوصاً أنه قد فرط في فرصة البداية حينما اعتلى صدارة دوري الهواة في الوقت الذي كان منافسوه يترنحون بنتائجهم يمنة ويسرة، ليحدث الانحدار المفاجئ الذي تبعه تخبط الأداء والنتائج، وبسببه أدخل الشعب في دوامة أبقته في عالم الهواة موسماً آخر.

حقيقةً أمر محير ومحزن تدور حوله أكثر من علامة استفهام، لأنه دفع الجميع ليتساءل ما الذي يحدث للشعب، وهل هذه إرادة الشعب التي عرفناها؟!

أخيراً عقوبات اللاعبين والمدربين من قبل لجنة الانضباط الكروية تتطلب من الأندية أن تكون أكثر حزماً معهم، كون ذلك ينعكس سلباً عليها ويكبدها الكثير، فمثلما تتقاضى هذه الفئة من الأندية وتحاسبها على الدرهم، يجب على الأندية أن تتقاضى منها وتحاسبها بالفلس على أدائها وسلوكها الغريب الذي يعرضها للعقوبات التي تتحمل وزرها الأندية في النهاية، فيا أنديتنا الكريمة، ألا تعلمي أن منْ أمِن العقوبة أساء الأدب؟!

ya300@hotmail.com

 

الأكثر مشاركة