أقول لكم

محمد يوسف

إسرائيل تبني في القدس، وتسرق الأراضي في الضفة، وتحاصر أبناء غزة، والإخوة مازالوا يعتقلون بعضهم بعضاً، ويتقاذفون بالتصريحات.

إعلامنا العربي متخلف، ومناهجنا الدراسية متخلفة، ومستشفياتنا أحوالها متردية، و«كيلو اللحمة بـ60 جنيهاً»، هكذا لخص بعض حضور منتدى الإعلام العربي النظرة المتشائمة لواقع الأمة.

والنظرة المتفائلة تغيبت، صوتها خافت، لأن حجتها ضعيفة، ولا تملك دليلاً واحداً على أن هناك تقدماً يلوح في الأفق، ولكن كما قلنا دوماً، قلتها في جلسة حوار تلفزيوني، هذا دور الإعلام، أن يكشف عن الحقيقة، ويوضح جوانب القصور حتى تصحح الأخطاء، ولو أننا لم نفعل شيئاً عبر كتاباتنا وآرائنا لما قبلنا بأن نستمر طوال هذه السنين متحملين المعاناة، فنحن لا نحفر في الصخر، ومن بيدهم الأمر يتفاعلون مع ما يطرح في الإعلام.

الطفل الذي نجا من حادث الطائرة الليبية المنكوبة يفتح عيوننا وعقولنا وقلوبنا على حقيقة نحاول أن نتجاهلها في خضم جرينا خلف الدنيا وما فيها، ومع ذلك كان الكل يتساءل يوم أول من أمس، كيف ينجو طفل من هذه الكارثة؟ والإجابة بسيطة، إنه العمر الذي لا يحدده غير ربّ العزة.

وبمناسبة الحديث عن سقوط الطائرة، نتساءل أيضاً عن الأسباب التي لا تجعلنا نخاف من الطائرات، ففي اللحظة نفسها التي كنا نتابع فيها أخبار تلك الكارثة، كنا نحاول أن نجد حجوزات لسفر عاجل، كأننا متأكدون أن الطائرة التي سنستقلها لا يمكن أن تسقط، ونتساءل لماذا؟ والإجابة بسيطة، وهي أن العمر لن يزيد ولن ينقص نتيجة خوف أو تجنب استخدام وسيلة نقل أو الاختباء في بروج عالية!

myousef_1@yahoo.com

تويتر