دخول «الخدمة» ليس كالخروج منها!
خطوة في غاية الأهمية، تلك التي أعلنتها الهيئة العامة لتنظيم الاتصالات بإلزام شركتي «اتصالات» و«دو»، اعتباراً من يونيو المقبل، بتوفير الوسائل التقنية التي تمكن المشتركين من رفض استقبال الرسائل غير المرغوب فيها، التي ترسلها جهات إعلانية وترويجية مختلفة عبر الهواتف المتحركة.
أخيراً، سيرتاح المشتركون من رسائل الإزعاج المتمثلة في إعلانات ترويجية «ثقيلة الدم»، تنتهك الخصوصيات، وبشكل لا علاقة له بالترويج، فالرسائل تصل بشكل عشوائي، وفي معظم الأحيان تكون نتيجتها سلبية على المعلن، فهي تواجه تذمراً وغضباً، باعتبارها رسائل غير مرغوب فيها، تصل إلى الشخص الخطأ، وفي الوقت الخطأ، فيضطر المشترك إلى التعامل معها باعتبارها إزعاجاً يتمنى التخلص منه!
وهذا ما كان، لقد أدركت الهيئة العامة لتنظيم الاتصالات، أن هذه الرسائل ما هي إلا إزعاج حقيقي، وعلى ضوء ذلك، رأت أنه يجب على شركتي «اتصالات» و«دو» أن تعطيا مشتركيهما حق استقبال رسائل الإعلانات، على هواتفهم الخاصة، أو رفضها، وهذا ما طالبنا به مرات عديدة، وهذا ما دفع عدداً كبيراً من المشتركين إلى تقديم شكاوى كثيرة إلى الهيئة، باعتبارها المسؤولة عن تنظيم قطاع الاتصالات، وبالتالي كان القرار بإعطاء المشتركين وحدهم، وبناء على طلبهم، الحق في استقبال تلك الرسائل أو رفضها. ومن أجل ذلك ستسعى الهيئة، خلال الفترة المقبلة، إلى إصدار مجموعة قرارات تلزم مشغلي الاتصالات في الدولة، تسهيل إلغاء أي خدمة في قطاع الاتصالات بعد الاشتراك فيها، وجاء ذلك بالطبع بعدما لاحظت الهيئة، ولاحظ معها عدد كبير من الناس، أن هناك تسهيلاً شديداً في الاشتراك في أي من الخدمات الهاتفية، وعبر إرسال رسائل نصية قصيرة فقط، ومن دون أن يضطر المشترك إلى الذهاب إلى مقر الشركة حاملاً مستندات رسمية، لكن عفواً ولأن «دخول الحمام ليس كالخروج منه»، فإنه وفي مقابل ذلك هناك قيود عدة، وإجراءات بالغة التعقيد أمام أي مشترك يود إلغاء أي من تلك الخدمات!
شخصياً، وغيري الكثير طبعاً، أشعر براحة شديدة لأني لن أتلقى تلك الرسائل الترويجية من صالونات التجميل النسائية، التي تعرض خدمات عديدة لا تناسبني، ولا تناسب أي رجل، كما أننا سنرتاح من ذلك المطعم الشهير، الذي أزعجنا برسائله الأسبوعية، وهو يعلن عن وصول الراقصة «ريتا»، وبعدها «لوسي»، مع «ملك العود»، و«أمير الطرب»، وغيرهم من فناني «الليل وآخره»، ولا أعتقد أبداً أن الفضول سيراودني يوماً لرؤية أي منهم أو منهن!
كثيرون هم من سيسعدون بهذه الخطوة، خصوصاً بعد أن انتشرت هذه الرسائل بشكل مؤذٍ، لدرجة أن بعض الرسائل النصية الإعلانية، يصل إلى مشتركين في أوقات متأخرة من الليل، وبالتأكيد إن كان صاحب الهاتف ينام بالقرب من زوجته، فكيف يمكن إقناعها بأن الرسالة هي مجرد إعلان من شركة عقارية تعرض شققاً للبيع، أو محل تجاري يعلن عن وصول بضاعة جديدة، أي بضاعة تلك التي يضطر المعلن إلى أن يرسل إعلانها إلى الزبائن ليلاً، بالتأكيد أن النساء لن يقتنعن أبداً بأن هذا من صنيع «الكمبيوتر»، وبما أن كل «قائمة» تحتوي على عشرات الآلاف من الأسماء، فإن وصول الرسالة لا علاقة له بالوقت ولا الزمن، إنما حجم كل قائمة، لن يفيد الشرح بعد أن يتأزم الموقف ويتصاعد!