أقول لكم
قائمة كل فريق تضم أكثر من 22 لاعباً، وفي الملعب يوجد 11 لاعباً، والأجانب ثلاثة، والثلاثة لا يمكن أن يكونوا سبباً مباشراً للفوز في أي مباراة، وبلا شك فهم ليسوا سبباً في إحراز البطولات بالنسبة للفرق الفائزة بالبطولات، ويعتبر إجحافاً بحق الفريق كله ذلك التغني باسم لاعب أجنبي واحد سجل هدفاً أو ساعد على تسجيل هدف أو استعرض في بعض الحالات مهاراته الفردية، فهو قد يستحق الإعجاب، ويكرم بأن يصفق له، وأن يمدحه موقع النادي وبعض المعجبين من جمهور الفريق، ويشاد بأدائه في وسائل الإعلام، خصوصاً في جلسات «سد الفراغ» التلفزيونية، ويكفي عند ذلك الحد، فالفريق يضم 11 لاعباً، والأجنبي واحد زائد اثنين، والتركيز يكون على الثلاثة فقط، قصائد من الإطراء تقال فيهم، واللافتات ترفع فوق بعض المدرجات لتتغنى بهم، فهل أكون مبالغاً عندما أقول إن في ذلك إجحافاً بحق اللاعب المواطن؟!
إنها ليست مبالغة، وتصوروا لو توقف الثمانية الآخرون عن اللعب، أقصد المواطنين الثمانية، «والله ما بيسون بيزه». أليس كذلك؟ طبعاً، كل واحد منكم سيقولها ومن دون أي تردد، طبعاً، سواء كان متفرجاً لا تعنيه دواخل الأندية، أو كان إدارياً في مجلس من مجالسها، أو كان مشجعاً محباً للفريق الذي ينتمي إليه بكل جوارحه، أما في «سركم»، أي في دواخل نفوسكم، فإنكم ستقولون أكثر من ذلك، وستؤكدون قولكم بشواهد حاضرة أمامكم من لقاءات سابقة، وستعترفون بأن اللاعب «فلان» المواطن أفضل من اللاعب «علان» الأجنبي، وأعود إلى طرحي وسؤالي، أقول لكم، كيف سيكون الحال لو توقف الثمانية عن العطاء في الملعب؟ كيف سيكون حال الثلاثة الأجانب الذين يساوون في الرواتب والامتيازات ومقدمات العقود وشروط إنهائها أضعافاً مضاعفة لما يتحصل عليه الثمانية؟ وأقول لكم، هل سيكون بمقدور الثلاثة أن يلعبوا أو يحصلوا على الكرة لبضع ثوانٍ فقط؟
لا، كبيرة، سمعتها من الجميع، ولهذا ندعو إلى احترام اللاعب المواطن وتقديره، وقد نحتاج إلى تفصيل أكثر غداً، وسواء كان تفصيلاً تفضيلياً أو تحريضاً، فإننا سنخوض فيه.