أقول لكم

محمد يوسف

نطلب الولاء من اللاعب المواطن، ولاء مطلقاً للفريق والنادي، خصوصاً عندما يكون نجماً مميزاً، ونسمع التصريحات من المسؤولين عن التضحيات الواجبة على اللاعب، وتتردد عبارات مثل «النادي لا يستغني عن أبنائه»، فقط من أجل الاستفادة إلى أقصى حد من طاقاته وإمكاناته وفترة تألقه، وقد حدث في حالات كثيرة أن استغنى بعض الأندية عن لاعبين كانوا يمثلون حتى الموسم السابق علامات فارقة، ونُشرت أنباء انتقالهم كما تنشر أخبار «النعي» بشكل يدعو إلى الرثاء، حتى إن بعضهم تركوا يعتزلون اللعب في درجة ثانية، وهم الذين كانوا سبباً في فوز فريقهم الأول بالبطولات، بينما استدرك البعض الآخر مصيره وذهب طوعاً إلى أندية بحاجة إلى جهود مميزة للعب مع الكبار، وبعضهم استغل فرصة أندية منافسة لسد فراغ موقع في الملعب بما تبقى لديه من مهارات فردية، وهذه الأساليب ليست أساليب احترافية، وليسمح لي كل الذين ألصقوا سياسة «عدم الوفاء» بنظام الاحتراف، إنهم أخذوا بعض «قشور» هذا النظام، ونسوا أن العلاقة بين اللاعب والنادي هي علاقة ارتباط يجب ألا تنفصم، خصوصاً من كانوا جزءاً من تاريخ إنجازات النادي، فالولاء متبادل، والعطاء يجب أن يكون من الطرفين، وكذلك التقدير والاحترام، ولهذا أؤيد كل لاعب يبحث عن الأفضل في فريق آخر، حتى لا يكون مصيره مثل مصير «فلان» الذي استغنى عنه فريقه الأصلي، بعد أن أخذ منه سنوات العطاء والتألق، ورفضه عندما كبر قليلاً!

قد يكون مزاحي ثقيلاً على بعض الأندية، خصوصاً عندما قلت إنني سأحرض اللاعبين، ولكن الأندية مطالبة بأن تلتفت إلى هذا المزاح الجاد، وأن تعيد ترتيب علاقاتها بلاعبيها، فإذا كانت المصلحة هي المقياس، فلابد أن توضع مصلحة الطرفين في الميزان، وليس مصلحة الطرف الأقوى وهو النادي، واللاعب يجب أن ينتقل إلى مرحلة جديدة تخرجه من كونه طرفاً ضعيفاً، فهو أيضاً له مصلحة، بل له حياة ارتبطت بالكرة، وأمامه مستقبل طويل لابد أن يُضمن، وألا تغره الأكف التي تصفق له اليوم، لأنها ستلتفت إلى غيره في الغد، والشواهد كثيرة، ومن يُعطِي اليوم وعلى مرأى الجميع متفوقاً على الأجنبي، يجب أن يكون متساوياً مع الأجنبي في كل شيء، وأي ادعاءات تخالف ذلك ما هي إلا تمييز قائم على باطل، ولنأخذ الجد ونترك المزاح، ولنحدث «هزة» في المفاهيم التي تسيطر على عقلية الاحتراف في الأندية، ولنقل للجميع إن اللاعب المواطن هو الركيزة.

myousef_1@yahoo.com

تويتر