من المجالس

عادل محمد الراشد

جمعية الهلال الأحمر الإماراتية يد حانية ذراعها طويلة، تحتضن القريب وتقرب البعيد. لا يشغلها داخلها عن محيطها، ولم ينسها المحيط أولوية الداخل. فهي حاضرة في كل وقت وعلى أي بقعة لسد أي رمق ينشد عوناً، وتلبية أي دعوة للمساعدة. فهي أحد أكبر عناوين الدولة الإنسانية لهذا الوطن المبارك.

وضعت جمعية الهلال الأحمر فلسطين والقدس داخل القلب وفي عمق الوعي، فكانت العربة التي تجر قافلة الدعم والمواساة وشد العزائم على الصمود. ورفعت حالة التأهب القصوى لإعمار كل ما تدمره آلة العدوان الصهيوني، وإعانة الأهل في فلسطين على التمسك بالأمل وإحسان الظن بالأهل، وحرصت على رعاية المواقع التاريخية والرموز الأثرية التي تدحض دعاوى اليهود الباطلة في فلسطين وعاصمتها المقدسة، ولاقت في سبيل ذلك الكثير من العقبات والعوائق والأشواك التي رمتها سلطات الاحتلال، لكن «الهلال» أكثر صبراً وأشد عزماً على مواصلة برامجها الإغاثية والإنمائية ومساعدة أهل فلسطين على التمسك بمواقعهم والبقاء في أرضهم.

ما تؤديه جمعية الهلال الأحمر، بتوجيه وإشراف مباشر من سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية رئيس الجمعية، ومن خلال نخبة من أبناء الوطن، اختارت لنفسها أداء أسمى المهمات، يمثل أنموذجاً عملياً لما عجزت عن فعله السياسة في دعم روح المقاومة، وترسيخ الحقوق العربية في الأراضي الفلسطينية المسلوبة، وتلك المهددة بالسلب والمصادرة بعد التدمير والجرف. وهذا ما يحتاجه الصامدون في فلسطين الآن لمساعدتهم على الثبات وإفشال مخططات العدو الهادفة لطمس هوية القضية والإيغال في تصفيتها. فأبناء فلسطين يتعرضون لأشد أنواع التدمير النفسي وإشاعة روح الإحباط والاستسلام لليأس. وكلما تواصلت معهم المشاعر بأفعال ترسي دعائم التضامن الحقيقي والتآزر العملي ارتد الإحباط إلى سلطات الاحتلال وآلتها العسكرية بأن قتل الإرادة الفلسطينية والعربية هو المستحيل بعينه .

adel.m.alrashed@gmail.com

 

 

تويتر