بن سليم من جديد!

صلاح بوفروشه الفلاسي

اللوحة الجميلة غالباً ما ينقصها ذاك الأثر الذي يُضفي لمسة على العين المتشوقة لرؤية كل ما هو جميل في هذه الحياة، وأحياناً يأبى البعض إلا أن يمارس دوراً يُثير القلق بعد رسم تلك اللوحة، وهو لا يريد للحياة أن تسير وفق فطرتها، فتراه مصفراً جاهماً سائحاً باللوحة متهوراً!

لقد طالعتنا مختلف وسائل الإعلام المحلية في هذا الأسبوع، ومن قبل مواقع إلكترونية وهواتف الـ«بلاك بيري»، مشاهد تبعث إشارات استفهام إلى كل من له صلة بحدوث هذا الأمر، الحدث.. قيادة مركبات ذات دفع رباعي بشارعي الشيخ زايد وجميرا، المحتوى.. تصرف متهور تحسب صاحبه يسجل لقطات فيلم سينمائي! هل من مزيد؟ لا أتصور اتساع المجال لإضافة جديدة، كما أن هذه الأحداث لا تزعزع شيئاً من صفو الإمارة الجميلة، وهي تقدم فصولاً رائعة من الجمال والأناقة يشهد لها القاصي والداني، ولكن نحن اليوم نسجل علامة استفهام كبيرة بحق أذهان البعض من شبابنا، الذين يبدو أنهم لا يريدون تجاوز مراحلهم العمرية التي يمرون بها، إلا بختام شر!

حتماً لا أريد أن ألقي باللوم على الآباء أو الأمهات، ولربما مارسوا دورهم على نحو طيب مع الأبناء، لكن يبدوا أن تأثير الأجواء المصاحبة، كان أقوى من تربية بيوت لم تستطع الصمود طويلاً في مواجهة تيارات خارجية، جاءت خلسة ومن تحت أبواب ونوافذ موصدة! تيارات عصفت بعقول الشباب إلا من رحم ربي!

فصل القول.. لا نريد المزيد من التعبئة أو عبارات استهجان أو تشجيع مقزز، بقدر حاجتنا إلى الاقتراب من هؤلاء الشباب - ليسو بالرقم الصغير كما يتصور البعض- والاقتراب ينبغي أن يكون من دون مسافات وهمية فاصلة، ووفق خطط واستراتيجيات واضحة المعالم، وإذا كان في إتيان حركات خطرة، مثل التي طالعتنا بها التسجيلات ثمة (إبداع)، فينبغي استثماره بصورة ايجابية، تساعدنا على الأقل في إعادة رسم خارطة الطريق، وإيجاد أسطورة حديثة لدولتنا الحبيبة، كما في شخص بطل الراليات محمد بن سليم، فنحن أكثر ما نكون بحاجة إلى العودة إلى زمن الإنجازات العالمية، التي توقفت مع اعتزال بطل بقامة محمد بن سليم! فهل يسعفنا الوقت لضم هؤلاء من جديد، ورسم لوحة رائعة؟ وحدهم الشباب يملكون الإجابة، وقبل أن يرد الجواب لا ينبغي على الإطلاق، تجاهل أمر الدعم المادي والمعنوي من جهات متخصصة، وهي مسؤولية مشتركة.

إن البيت قد يحتوي الصغار في المهد، لكن اشتداد العود يفرض مسؤولية مزدوجة، وفي الماضي الجميل، لا يتوانى الجار عن تهذيب ابن الجار، إذا ما شاهدَ فعلاً خادشاً أو مُريباً منه، وشخصية هذا الجار نحن أكثر حاجة إليها اليوم من الأمس، فمن لي بشخص جار مُحب ومخلص ولو بعد حين؟!

alfalasi.salah@gmail.com

 

تويتر