من المجالس

«الجنس والمدينة»

عادل محمد الراشد

الكتاب من عنوانه، وهو طبعاً ليس بكتاب، وإنما مسلسل تلفزيوني تحوّل إلى فيلم يضع الجنس عنواناً للمدن. ولا شأن لنا بما ينتجون من أفلام تنوعت بين الأساطير الوثنية وأساليب السحر والشعوذة ومشاهد العنف والدم، وجعلت من الجنس وشذوذ أفعاله وأفكاره القاسم المشترك لمختلف مشاهدها.

لقد جعلوا من السينما صناعة، والصناعة تعني التسويق، والتسويق يحتاج إلى عناصر التشويق. وتحت هذا العنوان أصبحت كل الأفكار مشروعة وكل الممارسات مقبولة. الذي يهمنا في فيلم «الجنس والمدينة» أن منتجيه جاءوا إلى دولة الإمارات لينزعوا حجاب المعايير والقيم العربية والإسلامية عبر تصوير مشاهد الفيلم فيها، ثم يقوموا بعرض هذا «الاجتياح» على شاشات دور العرض في مدن الإمارات والعالم. رفضت دبي التصوير وردت أبوظبي على الطلب بالموقف نفسه، ورفضت السلطات في الدولة عرض الفيلم أينما تم تصوير مشاهده، فانتقل الفريق إلى دولة عربية أخرى ليتم تصوير مشاهد فيلمه على أنه تم على أرض الإمارات، وليكون موضوع مادته مجتمع الإمارات، في تدليس وكذب حاولوا نشره عبر وسائل الإعلام العالمية. المشكلة في أولئك القوم أن روح الاستكبار الثقافي لديهم تجاوزت حدود جموح استكبارهم السياسي والعسكري، يحدوهم جهل يدفعهم إلى وضع كل الثقافات والقيم في العالم في سلة واحدة، ويدفعهم غرور القوة إلى الاعتقاد بأحادية القطبية الثقافية مثلما هي أحادية القطبية السياسية والعسكرية. ومشكلتنا نحن، عرباً ومسلمين، أننا قدمنا لهم في مناسبات عديدة ومواقع كثيرة إشارات تنم عن دونية وضعف، أو رعونة وتصلب عزّزت عندهم الشعور بالقدرة على الاجتياح الكامل والاجتثاث التام، لذلك قرروا حرق كل المراحل ليستهدفوا الشرف والأخلاق والدين وليس العادات والتقاليد كما نظن.

 

adel.m.alrashed@gmail.com

تويتر