من المجالس
ترويض الغضب
تتصاعد وتيرة الهجوم على الإسلام ورموزه في دول الغرب، ولن يتوقف هذا الهجوم عند حدود الإعلان على سيارات المواصلات في مدينة أميركية يدعون فيه المسلمين إلى ترك دينهم، ولن تكون مسابقة «فيس بوك» لرسم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشكل كاريكاتيري وهزلي آخر المحطات، سيستمر مثل هذه الأفعال، وسيتجاوز، وهو كذلك، الفعل الدعائي والإعلامي إلى اتخاذ إجراءات عملية لوقف «المد الإسلامي»، كما حدث في فرنسا وسويسرا، ومرشح لأن يحدث في دول أخرى. كل ذلك واقع يزداد سفوراً، لكنه ليس بالضرورة كله شراً للإسلام والمسلمين، بل هو في أصله خير إذا غلبت الفكرة الغضب. والغضب مشروع، بل واجب عندما يتعلق الأمر بالدين وثوابت الأمة، لكن استثمار هذه المشاعر إيجابياً ونقلها من حدود وردود الأفعال إلى صناعة الأفعال لخدمة الدعوة وتبليغ الرسالة سيكونان حتماً هما الإشارة للمعتدين أن موتوا بغيظكم. وهو بالفعل غيظ نزع عن القوم عقال العقلانية التي يدّعونها، والعلمية التي يزعمونها، والليبرالية التي يبشرون بها، وأوقعهم في شر الشمولية والآحادية والجبرية التي يتهمون الآخرين بها. الهجوم على الإسلام، والاعتداء على شخص الرسول صلى الله عليه وسلّم ورسالته قديمان قدم الرسالة، لكن فن امتصاص العدوان، وفن ممارسة الدعوة، وفن إدارة الصراع هي التي جعلت الإسلام يعم القارات الخمس اليوم، وتجعله الدين الأكثر انتشاراً في الدول الغربية قبل غيرها من الدول. وقد بدأ ذلك الفن بترويض الغضب ونشر الروح الإيجابية، ووجه الفعل لإشعال المزيد من الشموع لإنارة الأرض بدلاً من إشعال المزيد من الحرائق لإشفاء ما في الصدور المحتقنة. هجومهم على الإسلام يعني أن الأسئلة تكبر والاستفهامات تزداد، وعلينا أن نحسن تقديم الإجابات، كما فعل الرسول الكريم وصحابته والتابعون.